حين سألت طلابي بقلق "لماذا يغيب زميلكم دائما؟ هل لديه مشكلة ما؟" فوجئت بأكثريتهم يدارون وجوههم ليخبئوا ضحكاتهم وابتساماتهم الساخرة! وحين لجأت إلى الصرامة والجدية اعترف الطلاب بأن زميلهم "يداوم" في المقهى المجاور للثانوية!
ثمة إشارة أولية إلى أن موضوع الهروب من المدرسة مشكلة تعاني منها المدارس وليس الجامعات، لأن الحضور إلى المدرسة أمر إلزامي يشكّل عبئاً كبيراً على الطالب الذي يرتاد المدرسة بإحساس المرغم والمجبور على الفعل، بعكس الجامعات التي تتيح أنظمتها العامة، حرية الدخول إلى قاعات الدرس.
أزمة الهروب من المدرسة حكاية قديمة، يمكن ربطها بالكتاتيب القديمة ومدرسة تحت الشجرة حيث كان العقاب الجسدي معمولاً به فكان الهروب يمثّل خلاصاً من العقاب. وفي المدارس الحديثة غاب العقاب الجسدي، لكن بعض التلاميذ لا يستطيعون تحمّل الضوابط الصفيّة، ولا يستطيعون تحمّل جديّة الساعات الطويلة التي يقضيها الطالب يومياً، خلال ست أو سبع حصص تعلّمية. لذلك يرغب البعض بالتغيّب، عند مصادفة أبسط العوائق أو الحجج. ويتمنى كثيرون زيادة أيام العطل والإجازات للتهرب من الواقع المدرسي غير المحبوب عموما.
والطلاب نوعان: الأول منضبط وملتزم بالتعليمات والقوانين المدرسية، ومحبّ لأجواء العلم والدرس، ونوع ثانٍ يأتي رغماً عنه، مدفوعاً من الأهل والعرف السائد. والطلاب الذين يزوّغون من النوع الثاني!
اقــرأ أيضاً
لماذا "يزوّغ" بعض الطلاب؟
أبرز الأسباب التي تدفع الطلاب للتهرّب من المدرسة:
1- عدم تحمّل جو الصف: خصوصا لدى الطلاب الذين يعانون من فرط الحركة. هؤلاء يشعرون بحاجة "جسدية" للخروج لأن قدرتهم على تحمل الجلوس والانضباط في الصف تتلاشى.
2- الشعور بالملل والاختناق: قد يكون السبب الأكثر شيوعا لارتباطه بتوصيف الحصص التعليمية التي تسبّب ملل الطالب، في حال كانت المواد غير محبّبة لدى البعض، مثل حصص التاريخ والجغرافيا والإنشاء العربي أو حتى المواد العلمية التي يهرب البعض من صعوبتها وعدم فهمها.
3- إثارة المشاكل مع المدرّسين: بحسب التجارب والوقائع يعتبر الإشكال الذي يحصل بين الطالب والمدرّس سببا قوياً لعدم العودة إلى الصف، خصوصاً إذا كان المدرّس قد طلب إحضار وليّ الأمر. فالطالب سيجد أن الزوغان من المدرسة وقضاء الوقت بالتجوّل والتسلية أكثر راحة من مناكفة المدرّس أو إحضار الأب الذي يصحب حضوره بالتقريع والتهديد والوعيد..
4- الهوس بملاحقة مجريات الشارع: بعض الطلاب يفضل التسكّع في الشوارع وملاحقة الأحداث والمشاكل الشوارعية أكثر من التواجد في الصف والاستماع إلى شروحات الدروس، هذا الصنف هو عن الطالب الذي لا يقدّر الأمور ولا يحسن حمل المسؤولية وقد يواجه صعوبات كثيرة في مسار حياته.
اقــرأ أيضاً
إلى أين "يزوّغ" الطلاب؟
في محيط كل مدرسة تقريبا، تتواجد مجموعات شبابية من المراهقين الذين تجمعهم قواسم مشتركو، مثل كره الدرس والهوس باللهو والتسلية والعبث. هذه الشلّة تزيّن وتهلل للهروب من المدرسة وتنظر إليه كنوع من الإنجاز والتغلّب على المدرسة والمدرّسين.
ولا يخلو الزوغان من الذهاب إلى المقاهي، فالمقهى هو البديل الأسهل والمتوفر، الذي يؤمن بدوره إمكانية التدخين والأكل وبعض أنواع اللعب...الخ
ويبقى المقهى آمناً ما لم يؤد إلى الانزلاق نحو عالم الممنوعات التي يتورّط فيها بعض الطلبة من ذوي المناعة الإدراكية المتدنيّة.
ومن خلال ملاحظاتنا فإن معظم الطلبة "الهاربين" من المدرسة يعودون لينتظموا مع الفصل الأخير بالدراسة، لكن هذه العودة لم تجعل علاماتهم جيدة ولا تحصيلهم كافياً.
اقــرأ أيضاً
ثمة إشارة أولية إلى أن موضوع الهروب من المدرسة مشكلة تعاني منها المدارس وليس الجامعات، لأن الحضور إلى المدرسة أمر إلزامي يشكّل عبئاً كبيراً على الطالب الذي يرتاد المدرسة بإحساس المرغم والمجبور على الفعل، بعكس الجامعات التي تتيح أنظمتها العامة، حرية الدخول إلى قاعات الدرس.
أزمة الهروب من المدرسة حكاية قديمة، يمكن ربطها بالكتاتيب القديمة ومدرسة تحت الشجرة حيث كان العقاب الجسدي معمولاً به فكان الهروب يمثّل خلاصاً من العقاب. وفي المدارس الحديثة غاب العقاب الجسدي، لكن بعض التلاميذ لا يستطيعون تحمّل الضوابط الصفيّة، ولا يستطيعون تحمّل جديّة الساعات الطويلة التي يقضيها الطالب يومياً، خلال ست أو سبع حصص تعلّمية. لذلك يرغب البعض بالتغيّب، عند مصادفة أبسط العوائق أو الحجج. ويتمنى كثيرون زيادة أيام العطل والإجازات للتهرب من الواقع المدرسي غير المحبوب عموما.
والطلاب نوعان: الأول منضبط وملتزم بالتعليمات والقوانين المدرسية، ومحبّ لأجواء العلم والدرس، ونوع ثانٍ يأتي رغماً عنه، مدفوعاً من الأهل والعرف السائد. والطلاب الذين يزوّغون من النوع الثاني!
لماذا "يزوّغ" بعض الطلاب؟
أبرز الأسباب التي تدفع الطلاب للتهرّب من المدرسة:
1- عدم تحمّل جو الصف: خصوصا لدى الطلاب الذين يعانون من فرط الحركة. هؤلاء يشعرون بحاجة "جسدية" للخروج لأن قدرتهم على تحمل الجلوس والانضباط في الصف تتلاشى.
2- الشعور بالملل والاختناق: قد يكون السبب الأكثر شيوعا لارتباطه بتوصيف الحصص التعليمية التي تسبّب ملل الطالب، في حال كانت المواد غير محبّبة لدى البعض، مثل حصص التاريخ والجغرافيا والإنشاء العربي أو حتى المواد العلمية التي يهرب البعض من صعوبتها وعدم فهمها.
3- إثارة المشاكل مع المدرّسين: بحسب التجارب والوقائع يعتبر الإشكال الذي يحصل بين الطالب والمدرّس سببا قوياً لعدم العودة إلى الصف، خصوصاً إذا كان المدرّس قد طلب إحضار وليّ الأمر. فالطالب سيجد أن الزوغان من المدرسة وقضاء الوقت بالتجوّل والتسلية أكثر راحة من مناكفة المدرّس أو إحضار الأب الذي يصحب حضوره بالتقريع والتهديد والوعيد..
4- الهوس بملاحقة مجريات الشارع: بعض الطلاب يفضل التسكّع في الشوارع وملاحقة الأحداث والمشاكل الشوارعية أكثر من التواجد في الصف والاستماع إلى شروحات الدروس، هذا الصنف هو عن الطالب الذي لا يقدّر الأمور ولا يحسن حمل المسؤولية وقد يواجه صعوبات كثيرة في مسار حياته.
إلى أين "يزوّغ" الطلاب؟
في محيط كل مدرسة تقريبا، تتواجد مجموعات شبابية من المراهقين الذين تجمعهم قواسم مشتركو، مثل كره الدرس والهوس باللهو والتسلية والعبث. هذه الشلّة تزيّن وتهلل للهروب من المدرسة وتنظر إليه كنوع من الإنجاز والتغلّب على المدرسة والمدرّسين.
ولا يخلو الزوغان من الذهاب إلى المقاهي، فالمقهى هو البديل الأسهل والمتوفر، الذي يؤمن بدوره إمكانية التدخين والأكل وبعض أنواع اللعب...الخ
ويبقى المقهى آمناً ما لم يؤد إلى الانزلاق نحو عالم الممنوعات التي يتورّط فيها بعض الطلبة من ذوي المناعة الإدراكية المتدنيّة.
ومن خلال ملاحظاتنا فإن معظم الطلبة "الهاربين" من المدرسة يعودون لينتظموا مع الفصل الأخير بالدراسة، لكن هذه العودة لم تجعل علاماتهم جيدة ولا تحصيلهم كافياً.