تحدثنا في التقرير الأول عن وضع كرة القدم في إنكلترا وكذلك التحضيرات للألعاب الأولمبية، وتأثير الإغلاق الأخير من الناحية المالية وجوانب أخرى، ونتابع في التقرير الثاني تناول رياضات أخرى، وهو من إعداد صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
رياضة الغولف
التناقض في رياضة الغولف بالوقت الراهن يبدو واضحاً للعلن، فبينما تسبب الإغلاق الجديد بحالة من الذعر على مستوى مجلس الإدارة في الجولة الأوروبية للعبة، إلا أن هذا الحدث بالكاد تسبب بموجة من القلق لدى آخرين.
في إبريل/ نيسان الماضي، كان الرئيس التنفيذي للجولة الأوروبية كيث بيلي، قد تلقى العديد من المكالمات وبشكل يومي تقريباً من رعاة البطولة الراغبين في إلغاء المنافسات، مما أدى إلى خسارة عشرات الملايين من الجنيهات الاسترلينية، تحديداً من أموال الجوائز، إضافة لموجة من تسريح الموظفين والعاملين في اللعبة.
هذه المرة قد يكون الوضع مختلفاً نسبياً عن الإغلاق السابق، إذ ينتظر الجميع بطولة في شهر مارس/ آذار، تبقى محلّ شك على الرغم من ذلك، لكن الآن الأمر يدور حولها، وهناك عنصران مهمان يصبان في مصلحة الجولة هذه المرة، السبب الأول هو أن الإغلاق يحدث في منتصف الشتاء، يعني أنه لا يوجد قلق في الوقت الحالي بشأن إقامة عدد كبير من المنافسات في المملكة المتحدة، بالتالي يمكن للوضع أن يتحسّن من مايو/ أيار فصاعداً، وهذا الأمر مبني أيضاً على حملة التلقيح ومدى انخفاض عدد الحالات.
ويأمل الجميع في تقلّص عدد الإصابات بهدف إعادة فتح المنشآت الرياضية الخاصة باللعبة، خاصة أن مئات الدورات التدريبية تأثرت بفعل القرارات الحكومية الجديدة في إنكلترا وكذلك في ويلز، لكن لحسن الحظ ظلت تلك الموجودة في اسكتلندا مفتوحة حتى اللحظة، بالتالي سيكون الضرر الذي يلحق بالعائدات المالية تحت السيطرة إذا تم رفع القيود في شهر مارس/ آذار.
فورمولا واحد
دقّ جرس الإنذار بعد أن تقرر تأجيل سباق الجائزة الكبرى الأسترالي في شهر مارس/ آذار، وقد ترتفع الوتيرة بصوت أعلى بحال انضم السباق الصيني في الشهر التالي إلى القائمة، والذي يبقى بطبيعة الحال موضع شك بسبب قيود السفر والحجر الصحي الإلزامي وما إلى ذلك.
بشكلٍ عام، إن الوقت في صالح رياضة الفورمولا 1، فالسباق الأول الذي من المقرر أن يكون الآن في البحرين، لن يقام حتى 28 مارس. لحسن الحظ، لم يظهر فيروس كورونا بشكله الجديد من حيث سرعة انتشاره في شهر يوليو/ تموز الماضي، أي خلال منتصف الموسم.
في الوقت الحالي تقوم جميع الفرق بالاستعداد ومنح السيارات أفضل شكل ممكن للظهور بصورة جيدة والمنافسة، بالتالي ليس هناك إجازة وفترة توقف على عكس الماضي، كما أن لدى الرياضة الميكانيكية الأشهر عالمياً ميزانية مريحة تبلغ حوالي 110 ملايين جنيه إسترليني.
ومُنحت رياضة الفورمولا 1 دفعة نقدية بقيمة 1.15 مليار جنيه إسترليني، عندما قامت ليبرتي ميديا، المالك الأميركي، بإعادة توزيع الأسهم، مما سمح بتمويل الفرق من أجل التسابق، كما أن ذلك قام بإحياء فعاليات الموسم الماضي، ولا يزال هناك أموال للاحتياط.
واتفقت الفرق والبطولة في أكتوبر/ تشرين الأول على تحديد مبلغ 175 مليون دولار أميركي كسقف لموازنة الفرق في 2021، وتم التوافق ضمنياً على خفضه إلى 150 مليونا، وسط دعوات لخفض إضافي يجعل السقف عند حدود 100 مليون، علما بأن هذه الأرقام تشمل استثناءات منها رواتب السائقين والإداريين الكبار وغيرها.
من جانب آخر طالب البعض بتخفيض رسوم الاستضافة، لأن الأمر يشكلٍ عبئاً كبيراً. الأمر الأهم الآن أنه حتى لو ألغيت جولة الصين في 11 إبريل، فمن المحتمل أن تدخل البرتغال على الخط، لاستضافة السباق.
ألعاب القوى
على مستوى النخبة، تظل الرياضة في حالة توقف بالوقت الراهن. الحدث التالي الجدير بالاهتمام هو البطولة البريطانية في القاعات المغلقة، التي كان من المقرر عقدها في غلاسكو في الفترة من 20 إلى 21 فبراير.
تم التخطيط له بالفعل على أساس كونه خلف الأبواب المغلقة بعد أن تسلم اتحاد ألعاب القوى البريطاني مبلغ 394,000 جنيه إسترليني للطوارئ العام الماضي، لجعل الاستضافة مجدية من الناحية المالية.
وسيكون اللقاء بمثابة تجربة اختيار لفريق بريطانيا الذي سيشارك في البطولات الأوروبية للصالات المغلقة في بولندا في أوائل مارس. ومن المعلوم أن الاستعدادات لهذه البطولات لا تزال مستمرة.
التفكير الأكبر الآن يتعلق بالدوري الماسي لألعاب القوى يوم 13 يوليو، ويحاول المنظمون التفاوض لإيجاد صفقة تلفزيونية بسوق متضائل نسبياً في ظل الضائقة المالية، وبحال تم التوصل لاتفاق فإنه قد يقام في استاد لندن بحال سمح باستضافة المتفرجين.
التنس وويمبلدون
ربما لن تكون وتيرة التطعيم الخاصة بفيروس كورونا سريعة كفاية لعودة الجماهير إلى ملاعب التنس قبل فترة الصيف المقبل، وهنا الحديث طبعاً عن واحدة من أعرق البطولات في العالم وهي ويمبلدون على الأراضي العشبية.
بطولة ويمبلدون التي تلقى مساعدة من قبل جمعية "Lawn Tennis Association" قامت بتقييم سيناريوهات الفترة المقبلة، مع توقع متوسط أنها قد تسمح بدخول الجماهير بنصف السعة.
على الصعيد الدولي سيتعين على اللاعبين قبول التخفيضات في أموال الجوائز هذا العام، بينما ستكون الجماهير محدودة مما سيشعر الرعاة بالضيق.
ستكافح بعض البطولات لتغطية نفقاتها وسيختفي عدد قليل منها عند المستويات الدنيا. وقد لا تقام بطولة إنديانا ويلز للماسترز للسنة الثانية على التوالي.
الملاكمة
مرّت رياضة الملاكمة بفترة من عدم اليقين بسبب التحديات الفردية والمكلفة، وأجبر التسارع الأخير للفيروس على فرض تعليق في شهر يناير/ كانون الثاني، ومن تلك التداعيات كان تأجيل نزال جوش كيلي في وزن الوسط الأوروبي مع الروسي ديفيد أفانيسيان في 30 يناير.
يبدو أن القيود أيضًا تلغي الفرصة الضئيلة التي كانت موجودة في مواجهة أنتوني جوشوا مع تايسون فيوري في المملكة المتحدة. ويبدو الاحتمال الأنسب أن تقام في الشرق الأوسط في أواخر مايو، لكن المشكلة تبقى في الأكاديميات والملاكمين الهواة الذين يعانون من ضائقة مالية كبيرة.