صعد النجم الأردني صالح الشرباتي لمنصة التتويج الأولمبية في ألعاب طوكيو 2020، متوشحا بالميدالية الفضية في منافسات التايكواندو، ورسم البسمة على وجوه العرب من جديد وعلى وجوه أبناء بلاده بشكل خاص، ونجح بتسليط الضوء على إنجازه التاريخي الذي يعد الثاني للأردن في العرس الأولمبي، حينما بات ثاني رياضي أردني يحصد ميدالية أولمبية في التاريخ بعد فوز أحمد أبوغوش بالميدالية الذهبية الأردنية الأولى في ريو دي جانيرو 2016 وفوزه بالميدالية الفضية في أولمبياد طوكيو، الإثنين.
تحظى قصة الشرباتي مع التألق برواية عاطفية كثيراً، وتمتاز بأنها كسبت التحدي، حاله حال أي رياضي عربي يسعى للمجد، إذ ساهم صالح الشرباتي في كتابة التاريخ بإضافة الميدالية الثانية الأولمبية للأردن والفضية الأولى على مر التاريخ، وترسيخ أقدام لعبة التايكوندو بوصفها اللعبة الأفضل في الأردن حاليا، بعدما كتبت في وقت سابق عبر أبوغوش.
صالح الشرباتي هو لاعب المنتخب الأردني للتايكواندو والذي بدأ في ممارسة رياضة التايكواندو بعمر 7 سنوات وتحديداً منذ عام 2006، ولد في مدينة الزرقاء، شمال الأردن، في 12 سبتمبر/ أيلول 1998، وانضم لصفوف منتخب بلاده في عام 2009 في فئة وزن 80 كغم.
باشر صالح، خريج جامعة العلوم التطبيقية الأردنية في مجال التسويق، مشوار الإنجازات عبر الفوز ببرونزية آسيا 2016، ثم فاز بالفضية في 2018، وتوشح الميدالية الذهبية والميدالية الفضية في بطولة الجائزة الكبرى 2018 في موسكو، ثم نال الميدالية البرونزية في دورة الألعاب الأسيوية جاكارتا 2017 قبل أن يحصد فضية دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو 2020، الإثنين.
الشرباتي بعد تأهله للمشاركة في البطولة العالمية، أكد أنه عاقد العزم على التتويج بالذهب في طوكيو، فوعد ووفى، وزرع السعادة بقلوب العرب والأردنيين جميعا.
سر عشق الشرباتي لرياضة التايكواندو كان فريدا، إذ سبق أن أكد في حوار مع "العربي الجديد"، نشر قبل مشاركته في الأولمبياد، أنه بسبب تعلقه بالممثل العالمي الشهير جاكي شان، ليشق طريقه نحو التألق، حينما كان والده الراحل - الذي كان يتمنى من كل قلبه وجوده لرؤية نجله متوجا في العرس العالمي الكبير - قد تنبه لشغف نجله عبر قيامه بتطبيق حركات جاكي شان في البيت وعلى أفراد أسرته، فقرر والده حينها استغلال تلك الموهبة واستثمارها جيدا، وهو ما حدث.
يقول الشرباتي إن والده كان حريصا على أن يتعرض نجله لأقسى درجات التدريب، حتى يصبح "رجلاً"، على حد وصفه، وكان يعاني من شدة تلك التدريبات التي أتت بثمارها في ما بعد وتأكدت صحة وجهة نظر والده الراحل في عام 2011، حيث شق صالح طريقه صوب النجومية بخط تصاعدي صاروخي.
بعد رحيل والده أصرت والدته على السير على خطى وصية الراحل، خاصة أنه كان يتدرب بشكل متقطع. وأراد صالح الابتعاد عن الرياضة حزنا على والده الراحل، لكنه عاد مجددا في عام 2015 ليتدرب وخسر في تصفيات الناشئين تحت سن 18 عاما، ثم عاد ليتألق ويبدأ مشوار النجاح مع اللعبة وصولا للأولمبياد الذي أهدى تأهله وهو يذرف الدموع لوالده الراحل وأفراد أسرته.
إنجازات الشرباتي تواصلت مع التتويج بالميداليات الملونة، ما ساهم في زيادة تصنيفه الدولي، وحالفه الحظ أنه تأهل من أول ستة لاعبين في قارة آسيا، ما سهل عليه قرعة التصفيات المؤهلة لأولمبياد طوكيو، ونجح بالفعل في حجز مكان له في العرس العالمي 2020.
وعاش الشرباتي ظروفا صعبة للغاية، لكن إصراره الكبير وتركيزه ساهما بقوة في بلوغه درجات المجد الأولمبي بفضية تاريخية، وها هو اليوم يصعد لمنصات التتويج الأكثر شهرة في العالم معلنا عن نفسه بطلا تاريخيا للعبة في بلاده وكذلك على مستوى الوطن العربي والعالم.