تبدأ في العاصمة المصرية القاهرة اليوم الثلاثاء، منافسات كأس العرب للمنتخبات، أو البطولة العربية لكرة السلة، بمشاركة 9 منتخبات، خلال الفترة الممتدة من 26 ديسمبر/كانون الأول إلى 3 يناير/كانون الثاني، وسط أحلام كبيرة باللقب العربي.
ويشهد اليوم الأول للبطولة مباراتين؛ الأولى بين تونس والكويت، والثانية يلتقي فيها المنتخب الجزائري نظيره الصومالي، يعقبهما حفل الافتتاح، ثم مباراة مصر والإمارات، وهي المباراة الافتتاحية رسمياً للبطولة، وهي مواجهات تسعى فيها كل المنتخبات لتحقيق انتصارات في مستهل المشوار نحو المنافسة على اللقب.
البطولة العربية ومنافسات منتظرة
وتقام البطولة العربية لكرة السلة في نسختها المصرية 2023 بمشاركة 9 منتخبات، تم توزيعها على مجموعتين في الدور الأول، ووقعت منتخبات الجزائر وليبيا والصومال وموريتانيا في المجموعة الأولى، فيما ضمت المجموعة الثانية منتخبات مصر وتونس والإمارات والمغرب والكويت.
وينص نظام البطولة على تأهل منتخبات المجموعة الأولى "4 منتخبات" للدور ربع النهائي، فيما سيتأهل 4 منتخبات من 5 مشاركات في المجموعة الثانية، في ظل مشاركة 9 منتخبات فقط في النسخة الحالية، يعقبها باقي الأدوار الإقصائية من الدور ربع النهائي إلى المباراة النهائية.
وحشدت المنتخبات المشاركة في البطولة قوتها الضاربة، بحثاً عن المنافسة بقوة، تصدّرها منتخب مصر (البلد المستضيف) الذي أقام معسكراً مغلقاً في الأيام الأخيرة، وخاض عدة مباريات ودية، وحقق خلالها الفوز على الإمارات (83-37) وليبيا (89-68)، تحت قيادة مديره الفني وائل بدر، في تحدٍ كبير له بعد تولي المهمة خلفاً للمدرب الكندي روي رانا صاحب إنجاز الوصول إلى كأس العالم، والذي لم يتم تجديد عقده بسبب خلافات مالية مع الاتحاد المصري للعبة.
في المقابل، يدخل منتخب الجزائر تحت قيادة مدربه أحمد بن جابو المنافسات، بعدما أقام معسكراً خارجياً لعدة أيام، وحرص خلاله المدير الفني على تجهيز لاعبيه، وإحداث التأقلم والتجانس بين عناصر الخبرة ولاعبيه الشباب، في ظل أحلام الجزائر بالمنافسة بقوة على اللقب. واستدعى بن جابو للبطولة لاعبين محترفين في فرنسا، وهم ندير لاوبيز لاعب سان قاللي وكمال عمور لاعب سان شومون ومنير برناوي لاعب كافادوس.
فيما يدخل منتخب المغرب المنافسات بروح معنوية مرتفعة، بفضل تألق لاعبين في الآونة الأخيرة مع أنديتهم، وحسم قائمته التي ضمت عبد الحكيم زويتة وسفيان بنمهين وجهاد بن شليخة وحمزة فولاني وعلي سكين وعبد الكبير نوعا وأيوب عاشوري وإلياس أقبوب وعبدالعالي الحرايشي وكوردو سفيان وعمر صالح وكيفين فرانشيسكي وعيسى بوتنان.
كما خاض منتخب تونس أكثر من معسكر في آخر شهرين قبل انطلاقة البطولة العربية، تحت قيادة مدربه ماريو بالما، وتم اختيار أكثر من لاعب في تشكيلة "نسور قرطاج"، مثل عمر عبادة وزياد الشنوفي وأشرف القنوني وحسام المهمليم ومهدي السائح وأحمد الضيف وإسلام العجمي ولسعد شوية وجوهر الجوادي وأسامة المرناوي وفراس اللحياني وأحمد العدامي وفارس العشي ويوواكيم حداد ومرتضى بن طاهر وهيثم سعادة والمختار غيازة والبشير بن يحيى، في محاولة للوصول لأنسب تشكيلة يخوض بها منافسات البطولة.
وتتجه الأنظار بقوة صوب المنتخبات الأربعة مصر والجزائر وتونس والمغرب، لصناعة الحدث والمنافسة بقوة على لقب البطولة العربية عام 2023، خاصة في ظل غياب حامل اللقب منتخب لبنان الذي لم يشارك في هذه النسخة.
تاريخ البطولة العربية
وتعد البطولة العربية لكرة السلة للرجال للمنتخبات من بطولات ألعاب الصالات الكبرى في التاريخ، وانطلقت نسختها الأولى عام 1974 في العراق، ووقتها نجح منتخب مصر في الفوز باللقب، فيما حل المنتخب العراقي (البلد المستضيف) وصيفاً في أول ظهور له.
فيما أقيمت آخر نسخة للبطولة العربية عام 2022 في الإمارات، ووقتها نجح المنتخب اللبناني في الحصول على لقب البطل، بينما حل منتخب تونس وصيفاً، وحاز الميدالية الفضية، وجاءت الجزائر ثالثة ونالت البرونزية، فيما جاء منتخب الصومال رابعاً في الترتيب العام.
والمنتخب المصري هو الأكثر حصولاً على اللقب العربي منذ انطلاق البطولة، ونال الكأس 12 مرة، كان آخرها ثلاثية متتالية كبطل أعوام 2010 و2015 و2016، فيما نالت تونس اللقب أعوام 1981 و1983 و2008 و2009، وحازت الجزائر لقب نسخة 2005 التي جرت في السعودية.
غياب لبنان والأردن
وتغيب عن النسخة المصرية عدة منتخبات نالت لقب بطل العرب مثل سورية والسعودية والأردن ولبنان، وكان المنتخب الأردني لكرة السلة قد أبدى موافقته المبدئية على المشاركة في البطولة العربية، إلا أنه تأخر في الإعلان عن مشاركته، في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها اللعبة، وفي مقدمتها عدم وجود مسابقات محلية، إذ لم يخض منتخب الأردن لكرة السلة أي استحقاق بعد فوزه بالميدالية الفضية لدورة الألعاب الآسيوية التي أقيمت في الصين.
وفي وقت كان الجميع ينتظر أن يتم تحديد قائمة اللاعبين وإعلان موعد بدء تدريبات الأردن، عاد الاتحاد الأردني واعتذر عن عدم المشاركة في المسابقة، مشيرا إلى أن ظروفا صعبة حالت دون المشاركة.
على المقلب الآخر، يغيب لبنان عن البطولة لعدّة أسباب منها ما هو واضح للعلن وبعضها الآخر مقترن بقرار اللاعبين، ففي البداية وبعد نهاية كأس العالم لكرة السلة، حصل اللاعبون على قسط قصير من الراحة قبل العودة للمنافسات مجدداً على مستوى الأندية.
وتأتي البطولة وسط ازدحام الجدول بالنسبة للبنان، حيث تستمرّ بطولة الدوري المحلي إضافة إلى مشاركة الأندية الأبرز مثل الرياضي في بطولة وصل التي تحظى بأهمية كبيرة والخوف من الإصابات، في حين أن هناك سبباً آخر مقترناً باللاعبين بحسب مصادر "العربي الجديد"، وهو رغبة اللاعبين في قضاء فترة الأعياد الحالية إلى جانب عائلاتهم.