استمع إلى الملخص
- تم تحليل 355,873 رسالة عبر 36 لغة باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث تم تحديد 34,040 رسالة كإساءات محتملة، مع تأكيد 809 منشورات مسيئة، مما يعكس الحاجة إلى بيئة رقمية أكثر أماناً.
- أبلغ عن 128 منشوراً مسيئاً للمنصات، ورفعت حالتان للسلطات، مما يبرز أهمية التدخل لحماية الصحة العقلية للرياضيين، مع تأكيد أن هذه الظاهرة تؤثر على مختلف الرياضات.
كشف الاتحاد العالمي لألعاب القوى عن نتائج مثيرة للقلق، لدراسة حديثة أجريت خلال دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024، بحثت في الرسائل المسيئة الموجّهة إلى الرياضيين، عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وأظهرت الدراسة التي استخدمت الذكاء الاصطناعي لتحليل التعليقات والمشاركات، أن 48% من الإساءات تتركز في الهجمات العنصرية (18%)، والتحرش الجنسي (30%)، ما يكشف عن البيئة العدائية التي لا يزال العديد من الرياضيين يواجهونها على المنصات الرقمية.
وتم إجراء هذا التحليل بالتعاون مع شركة "سينفي غروب" المتخصصة في إدارة التهديدات عبر الإنترنت. ومن خلال نظام الذكاء الاصطناعي "ثريت ماتركس"، تم التحقيق في حوالي 1917 حساباً على منصات وسائل التواصل الاجتماعي تابعة لرياضيين وعاملين في مجال الرياضة. وفي المجمل، تم تحليل 355 ألفاً و873 رسالة وتعليقاً بـ 36 لغة مختلفة، وتم وضع علامة على 34 ألفاً و40 منها، بواسطة خوارزمية الذكاء الاصطناعي، باعتبارها تحوي إساءة محتملة، ما سمح بتأكيد ما يصل إلى 809 منشورات مسيئة، وغطى البحث المنصات الأكثر استخداماً، مثل "إكس" (تويتر سابقاً) وإنستغرام وفيسبوك وتيك توك.
وبحسب تقرير صحيفة "فوز بوبولي" الإسبانية، اليوم الجمعة، كانت 49% من الرسائل المسيئة موجهة إلى الرياضيين الأميركيين، ومن حيث الجنس، كانت العنصرية هي الشكل الرئيس للتحرش تجاه الرجال (26%)، في حين كانت النساء في الغالب ضحايا للتحرش الجنسي والتمييز، مع تعليقات عدوانية وخارجة عن السياق. وسلط التقرير، بالإضافة إلى عرض الأرقام، الضوء على التعاون بين الاتحاد الدولي لألعاب القوى ومنصات التواصل الاجتماعي، في صنع بيئة رقمية أكثر أماناً للرياضيين. وخلال دورة ألعاب باريس، عرضت المنظمة الرياضية، مواد تشرح بالتفصيل، أدوات أمن الشبكات، مثل إنستغرام وفيسبوك، وفي بعض الحالات، قدمت تدابير وقائية إضافية إلى "الرياضيين المعرضين للخطر"، من خلال استخدام برامج الذكاء الاصطناعي. ولم تكن هذه التدابير رداً على الانتهاكات التي تم اكتشافها بالفعل فحسب، بل استبقت أيضاً التهديدات المحتملة، لحماية السلامة النفسية ورفاهية الرياضيين خلال الألعاب الأولمبية.
وفي ما يتعلق بإدارة هذه الانتهاكات، تم الإبلاغ عن 128 منشوراً مسيئاً إلى منصات التواصل الاجتماعي ذات الصلة، وتم رفع اثنتين من أخطر الحالات إلى السلطات، ما يؤكد أهمية وجود آليات قوية للحماية والاستجابة للتحرش عبر الإنترنت. ويرى الاتحاد الدولي أن هذا النوع من التدخل ضروري، لأن التهديدات والإساءات عبر الإنترنت لا تؤثر على سمعة الرياضيين فحسب، بل لها أيضاً تكلفة حقيقية على صحتهم العقلية، ثم التأثير على أدائهم. ولا تقتصر هذه المضايقات عبر الإنترنت على ألعاب القوى أو الأحداث الأولمبية؛ فالرياضات والمسابقات الأخرى كانت أيضاً موضوعاً للتحليل والتدابير الوقائية. وفي عام 2023، نشر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" تقريراً، يُظهر أرقاماً مماثلة، حول الانتهاكات عبر الإنترنت الموجهة إلى لاعبي كرة القدم، خلال الأحداث الكبرى مثل كأس العالم في قطر. ومن ثم، يبدو أن إساءة استخدام الشبكات الاجتماعية هي ظاهرة تؤثر تأثيراً عرضياً على الرياضيين من مختلف التخصصات.