بوداوي... الحل الذي طالما بحث عنه بلماضي

18 فبراير 2021
اللاعب هشام بوداوي قد ينضم للجزائر (Getty)
+ الخط -

يبدو أن الظروف بدأت تعود لمكانها وتصبح في صف مدرب منتخب الجزائر جمال بلماضي مرة أخرى، بعد أن عاكسته لعدة أشهر، وجعلته يدخل في حيرة من أمره، بحثا عن الحلول للمشاكل التي يعاني منها الخضر، ما دفعه لمتابعة عديد اللاعبين داخل البطولة الجزائرية أو خارجها.

فبعد هدية عنتر يحي بإعادة لوصيف للعب من بوابة نادي اتحاد الجزائر، واستعادة بلعمري لروح الملاعب مرة أخرى، بعد مشاركته في كأس فرنسا وحتى في البطولة مؤخرا.. تلقى مدرب الجزائر أخبارا سعيدة من فرنسا، ولكن هذه المرة من بوابة نادي نيس الفرنسي، بعد استعادة الشاب هشام بوداوي مكانته الأساسية، وبات يتألق من أسبوع لآخر.

الأهم بالنسبة لمدرب الخضر ليس عودة بوداوي للعب، فهو طالما كان أساسيا ضمن مخططات مدربه السابق باترييك فييرا، بل الجديد هو المنصب الذي بات يشغله، كلاعب ارتكاز يتقدم خط الدفاع، بعد سنوات كبّله مدربه السابق في منصب غير الذي تكوّن فيه، بإشراكه كمتوسط ميدان هجومي، جعل ظهور بطل أفريقيا شاحبا فوق المستطيل الأخضر، يلعب دون أي معالم كتأدية واجب لا غير.

منصب بوداوي الجديد القديم، هو نفس المنصب الذي يشغل بال بلماضي مؤخرا، في ظل تراجع مستوى عدلان قديورة بعد عودته من الإصابة التي تعرض لها على مستوى ركبته، ما جعل مدرب الخضر يغير استراتيجيته التكتيكية في مباراة زيمبابوي بملعب 05 جويلية 1962، باشراك لاعبي ارتكاز مهد عبيد وهاريس بلقبلة، بحثا عن التوازن بين الدفاع والهجوم، غير أن هذا لم يلبِّ مطالب جمال، الذي اعتاد على اللعب بلاعب ارتكاز قوي يكون المدافع الأول يقوي صلابة الخط الخلفي، وفي نفس الوقت نقطة تحول الهجمة السريعة، وهو ذات الأسلوب الذي تمكن بواسطته من تحقيق كأس أفريقيا مؤخرا في مصر، وقاد من خلاله منتخب الجزائر لتحقيق سلسلة 22 مباراة دون هزيمة.

موقف
التحديثات الحية

ما يقدمه بوداوي هذا الموسم بصفة عامة وأمام العملاق الباريسي باريس سان جيرمان بصفة خاصة، جعله محل إشادة معظم النقاد في فرنسا، وفي ظل تراجع مستوى قديورة، وانتقال مهدي عبيد إلى الدوري الإماراتي، في خطوة لم يكن ينتظرها بلماضي بتاتا، أصبحت حظوظ بوداوي قوية للعودة لصفوف الخضر، بل يمكن وضعها في خانة الحتمية، خاصة أن خريج أكاديمية بارادو، يعرف المجموعة جيدا، وهي أهم الصفات التي يركز عليها بلماضي في اختيار اللاعبين، فروح المجموع بالنسبة له أهم من المستوى الفني.

يُقال إن الشدائد والمحن، إما أن تخرج منها منتصراً كبيراً ترتفع بها إلى سابع سماء، أو تُحطمك وتهوي بك إلى سابع أرض، لذلك محنة ابن مدينة بشار بعد أزمة تنقله إلى الكيان الصهيوني والحملة الشرسة التي تعرض لها، جعلته أقوى ذهنيا، وكانت دافعاً كبيراً له من الجانب النفسي ليركز أكثر على كرة القدم، إضافة إلى عودته إلى منصبه الأصلي الذي تكون فيه، كل هذا أعاد إحياءه وجعل منه هدية طالما بحث عنها بلماضي مؤخراً.