حصدت الكينية بيريس جيشيرشير، لقب ماراثون السيدات في ألعاب القوى بأولمبياد طوكيو 2020، لتتوج بالميدالية الذهبية الثانية على التوالي لبلادها في هذا السباق.
قصة جيشيرشير بالتألق بالمسافات الطويلة، تعود لطفولتها في غرب كينيا، عندما اضطرت للركض أكثر من 3 كيلومترات كل يوم للوصول إلى المدرسة.
ولاحظ شقيقها موهبتها وشجعها على التعامل بجدية أكبر مع رياضة الجري، وبعد فترة وجيزة، في سن الثالثة عشرة، بدأت المنافسة في السباقات بالمدرسة الابتدائية.
وفي فبراير/ شباط 2017، حطمت جيشيرشير الرقم القياسي العالمي لنصف ماراثون في الإمارات، وذلك في الأسابيع الأولى من حملها، وأنجبت بعدها ابنتها ناتاليا في أكتوبر/تشرين الأول من ذلك العام، مما يعكس قدرة تحملها الكبيرة.
وقالت جيشيرشير في تصريحات صحافية أدلت بها العام الماضي: "كان الأمر صعبا، كان علي أن أفقد وزني (بعد الحمل). لكن ناتاليا كانت نعمة من الله".
وعادت بعد أكثر من عام وسرعان ما سارت بخطوات ثابتة من جديد نحو القمة، حيث فازت بنصف الماراثون بلشبونة في أكتوبر 2019، وماراثون سايتاما باليابان في ديسمبر/ كانون الأول بأفضل رقم شخصي قدره 2:23:50.
ومرة أخرى، أظهرت عودتها إرادتها القوية وإصرارها على أن تكون في القمة، وهو أمر أكده مديرها الفني جياني ديمادونا، وأضاف في تصريحات سابقة: "إنها ليست فقط تملك الحافز، ولكن لديها عقل قوي".
واحتاجت جيشيرشير البالغة من العمر 27 عاما، إلى كل تلك القوة الكبيرة في أولمبياد طوكيو، حيث تحملت الحرارة والرطوبة الحارقة، التي أجبرت بعض الرياضيين، بما في ذلك بطلة العالم روث تشيبنجيتيتش، على الانسحاب من السباق.
وكانت جيشيرشير في الصدارة منذ البداية، وبعدها انحسرت المنافسة مع مواطنتها بريجيد كوسجي، حاملة الرقم القياسي العالمي، لكن الأولى أظهرت رغبتها في الفوز مرة أخرى.
وسرعان ما ابتعدت بخطوتها الأنيقة والهادفة، حيث زادت من سرعتها بعد تجاوز 40 كيلومترا، ووسعت تقدمها حتى تجاوزت خط النهاية، وحصلت على الذهب بزمن قدره 2:27:20، بأفضل أداء لها هذا الموسم.