حمل المغربي عز الدين أوناحي أحلام الطفولة ليصبح نجماً في المستقبل، فحقق جزءاً كبيراً من طموحه عبر بلوغ الدور نصف النهائي من كأس العالم 2022، لكن النجاح لم يأت بتلك السهولة المتوقعة بل نتاجا لتضحيات رياضية كبيرة.
عام مع المنتخب كافٍ ليدخل التاريخ
تلقى أوناحي تكوينه بأكاديمية محمد السادس، وسرعان ما تجاوز المراحل ليبلغ نادي أنجيه الفرنسي وهو بسن 22 عاما، لكن أكبر إنجاز هو بلوغه الدور نصف النهائي للمونديال بعد عام فقط عن استدعائه لأول مرة من أجل تمثيل المنتخب المغربي مع الفريق الأول.
قدوته إنييستا
سرعان ما نال لاعب خط الوسط إشادة أكبر المدربين، وهو المدير الفني للمنتخب الإسباني، لويس إنريكي عندما عبر عن إعجابه به. ولا شك أن طموح أوناحي كبير حيث يصبو لبلوغ مستوى قدوته في عالم كرة القدم، أندريس إنييستا الذي اشتهر بطريقة لعبه حيث يلقب بالرسام.
تجارب احترافية وتفوق على أقرانه
بعد بدايته مع نادي الرجاء المغربي ثم الأكاديمية الشهيرة، توجه أوناحي لخوض تجارب الاحتراف، فكانت البداية الفعلية مع نادي ستراسبورغ الذي لم يمنحه فرصا كافية، ليتدحرج إلى الدوريات السفلى ويعيش ضربة نفسية صعبة.
لكن أوناحي عاد بقوة وتخطى العقبات لغاية وصوله إلى نادي أنجيه، ومن هنا انطلقت قصة جديدة رغم الأحكام التي أطلقت عليه في البداية، حيث شُكّك في قدرته على التألق بسبب بنيته الجسدية الضعيفة.
صعود قوي في المونديال
بداية عز الدين أوناحي لم تكن بالقوة الكافية في المونديال، ولعله أمر طبيعي لأنه يخوض المنافسة لأول مرة في مشواره. وظهر بوجه مخالف تماما بعد مباراة كرواتيا، حيث حسّن مستواه وتحكم في نسق المنتخب برفعه تارة ثم رجوع التشكيلة إلى الخلف تارة أخرى، وهذا حسب مجريات اللقاء وتعليمات المدرب وليد الركراكي.
كريم الجهد بدليل الأرقام
لم يدخر النجم المغربي أي جهد لرفع راية بلده في مباريات المونديال رغم قوة المنافسين، حيث جاد بكرمه بدنياً، وركض في اللقاء ضد إسبانيا خلال 120 دقيقة، وبلغ رقم 14.715 كيلومترا وفقا لما نشره موقع "سوفوت" الفرنسي.
حاليلوزيتش أول من منحه الفرصة
ويشهد تاريخ أوناحي الكروي أن أول من منحه الفرصة هو المدرب البوسني المقال وحيد حاليلوزيتش، حيث استدعاه لخوض مباريات كأس أمم أفريقيا في نسختها الأخيرة، على الرغم من اكتفائه بالبقاء احتياطيا مع أنجيه، واستمرت التجربة مع مدربه الركراكي، فجدد فيه الثقة التي أتت بنتائجها في آخر المطاف.