كتب الإيطالي كلاوديو رانييري (70 عاماً) واحدة من أنجح القصص في عالم كرة القدم المعاصرة، لا سيما في الدوري الإنكليزي، عندما كسر هيمنة الأندية القوية مالياً، وانتزع لقب "البريميرليغ" مع فريقه السابق ليستر سيتي، ليُدهش العالم في موسم 2015-2016.
وفاز رانييري باللقب بعد أن أحسن استغلال قدرات لاعبين مميزين، أبرزهم النجم الجزائري رياض محرز، ليحقق إنجازاً بطولياً، ولكن سرعان ما انتهى الحلم، فقد أُقيل الإيطالي من ليستر سيتي في منتصف الموسم الموالي، وبدوره، غادر محرز إلى مانشستر سيتي في نهاية الموسم.
وسيُواجه الجزائري مدربه السابق، اليوم السبت، للمرة الأولى، بعد أن كان لكل واحد منهما دور كبير في مسيرة الثاني الرياضية، حين يلتقي مانشستر سيتي بنظيره واتفورد الذي يدربه رانييري، (20:30 بتوقيت مكة)، ضمن المرحلة الـ14 من "البريميرليغ"، على ملعب "فيكارج رود" الذي يتسع لـ22 ألف متفرج تقريباً.
مختص في مركز الوصيف
درّب رانييري في دوريات أوروبية مختلفة بين "الكالتشيو" الإيطالي و"الليغا" الإسباني و"الليغ 1" الفرنسي و"البريميرليغ"، وقاد أندية قوية مثل تشلسي ويوفنتوس وفالنسيا وروما، غير أنّ القاسم المشترك بينها أنّه لم يحصل على المركز الأول، فقد كان مركز الوصيف يُطارده، بل إنّ البرتغالي جوزيه مورينيو وصفه مرة بأنّه لا يصلح لحصد الألقاب ودوره ينتهي بتكوين فريق ثم الرحيل.
اللقب الأول لرانييري
فاز رانييري في موسم 2004/2005 بالسوبر الأوروبي، وهو اللقب الوحيد الذي حصده في مسيرته، وانتظر قرب اعتزاله التدريب ليحقق أول نجاح مع ليستر سيتي، ولهذا، فإنه يدين إلى رياض محرز بهذا الإنجاز، نظراً لأنّ اللاعب الجزائري صنع الفارق بفضل مهاراته العالية، ولولا أهدافه وكراته الحاسمة، لما كان بمقدور ليستر إعادة كتابة التاريخ.
فرصة كاملة لمحرز
واجه رياض محرز صعوبات خلال بداية مسيرته، ولم يحظ بالفرصة التي يحلم بها أي لاعب، وخاصة في الدوري الفرنسي، وقد راهن على التجربة الإنكليزية رغم صعوبتها، وكان يحلم مثل أي لاعب بأن يكون نجماً، ويحصل على فرصة تفجير طاقاته مع مدرب يثق في قدراته. ورغم بعض المشاكل التي وقعت في نهاية التجربة وبقاء محرز احتياطياً في بعض المباريات، فإن ذلك لا يخفي احترام رانييري الكبير للنجم الجزائري.
37 لقاء في موسم واحد
منح رانييري كلّ ثقته إلى نجمه الجزائري الذي شارك في 37 مباراة في موسم التتويج باللقب، وهو أعلى معدل مشاركة لمحرز في موسم واحد، ولم يكن ظهور محرز محل تنافس أو جدل، وهذه الثقة تجسدت من خلال مردوده في مختلف المباريات، فسجل 17 هدفاً، وهو المدرب الوحيد الذي لم يكن يفاضل محرز بأي لاعب آخر.
لكل واحد فضلٌ على الآخر
كل واحد منهما لديه فضل على الآخر، إذ ساهم رانييري في أن تعرف مسيرة محرز تحولاً كبيراً، وجعل منه اللاعب الأحسن في الدوري الإنكليزي، بعد أن حصل على جائزة الأفضل في 2016.
بدوره، يدين رانييري لمحرز بحصوله على اللقب الوحيد المهم في مسيرته الطويلة.