بلغ منتخب قطر ربع نهائي كأس آسيا 2023 لكرة القدم قبل أيام، حين تجاوز شقيقه الفلسطيني في دور الـ16 بعد مباراة قوية ومثيرة على استاد البيت انتهت بنتيجة 2-1 بحضور جماهيري كبير.
في اليوم التالي، حضر المدرب ماركيز لوبيز، المدير الفني للعنابي، مباراة تايلاند وأوزبكستان لمراقبة المنتخبين عن كثب، تحديداً منتخب أوزبكستان الذي يقوده المدرب كاتانيتش، ويسعى معه للذهاب بعيداً في هذه النسخة، من خلال الاعتماد على الروح الجماعية للفريق، واللعب بنديّة وقوة طوال الدقائق.
ويعمل المدرب ماركيز لوبيز بشكل مميز حتى اللحظة مع منتخب قطر، يسير خطوة وراء أخرى بثقة نحو الهدف المنشود، وهو الحفاظ على اللقب الذي حققه العنابي في عام 2019 بنسخة الإمارات على حساب اليابان تحت قيادة المدرب فيليكس سانشيز.
في البداية، يعرف المدرب ماركيز لوبيز ماذا يريد من لاعبيه، وهو يعلم قدراته وما يمكن لكلّ واحد منهم تقديمه في المباراة، حيث يزجّ بالاسم المناسب في الوقت المناسب، ونقطة قوته نابعة من متابعته لاعبي قطر منذ سنوات طويلة، عمل معهم ويعرف ما يحتاجه اللاعب القطري للنجاح، بحكم تدريبه فريق نادي الوكرة، وهذا الأمر افتقده المدرب السابق للمنتخب البرتغالي كارلوس كيروش، الذي ربما يمتلك تجربة كبيرة لكنه لم يحسن التعامل مع المواقف التي واجهها.
ما يثبت إمكانية بلوغ منتخب قطر النهائي، والمنافسة بعدها على اللقب الثاني في مسيرته، مبني على عدّة أسباب: أولاً التماسك الذي يظهره اللاعبون، فخلال مباراة فلسطين كان العنابي قد تأخر لأول مرة في هذه النسخة بالنتيجة، لكنه استطاع أن يظهر روحاً عالية وثقة في إمكانياته للعودة للقاء، وهو الذي يمتلك أيضاً صلابة دفاعية مع حارس مميز اسمه مشعل برشم، الذي يلعب دوراً كبيراً في تحقيق النتائج الإيجابية، لا سيما أن الأدعم لم يكن قد تلقى أي هدف في هذه النسخة بدور المجموعات حين فاز على منتخب لبنان بثلاثية نظيفة، ومن ثم انتصر على طاجكستان والصين بهدفٍ من دون مقابل.
ويمتلك منتخب قطر أكثر من سلاح في الخط الأمامي، تحديداً الثلاثي المعز علي وأكرم عفيف وحسن الهيدوس، الذي أظهر تنافساً استثنائياً وقدرة على التفاهم على أعلى مستوى، وإظهار قدرات عالية في التناغم، وهذا ما رأيناه من خلال تنفيذ الضربات الركنية والتسجيل مرتين بنفس الطريقة، بتمريرة من أكرم عفيف إلى حسن الهيدوس.
ويعتبر أكرم عفيف حالياً النجم الأبرز في تشكيلة العنابي، وهو قادر على تشكيل خطورة كبيرة على مرمى الخصوم، بفضل موهبته الفطرية وقدراته العالية في اختراق وخلخلة دفاعات الخصم.