يوفنتوس بيرلو: تطور كبير ونتائج مُميزة

يعيش فريق يوفنتوس فترة مُميزة وسلسلة من النتائج الإيجابية على الصعيد المحلي مباشرةً بعد الفوز الكبير الذي حققه على برشلونة في الجولة السادسة والأخيرة من بطولة دوري أبطال أوروبا، ليُثبت المدرب أندريا بيرلو أنه بدأ يُطوّر المجموعة التي فهمت طريقة تفكير المدرب وأسلوب لعبه، خصوصاً أنه شهد تحسناً هجومياً في الفترة  الأخيرة.

سلسلة نتائج ثابتة

ربما أفضل رقم ليوفنتوس مع المدرب أندريا بيرلو هو عدم الخسارة في 12 مباراة متتالية على الصعيدين المحلي والأوروبي، إذ إن آخر خسارة للفريق الإيطالي كانت أمام برشلونة الإسباني في الجولة الثانية من بطولة دوري أبطال أوروبا. في وقت لم يخسر بيرلو أي مباراة في بطولة الدوري بعد خوضه 13 مباراة (7 انتصارات و6 تعادلات).

وساهمت النتائج الإيجابية في عودة يوفنتوس بقيادة بيرلو إلى المقدمة من جديد وتحديداً إلى المركز الثالث بوصوله إلى النقطة رقم 27 خلف كل من إنتر ميلان الوصيف وميلان المتصدر. وبهذه النتائج الإيجابية يعيش فريق "البيانكونيري" فترة مُميزة تمنحه ثقة أكبر في المباريات القادمة والموسم بشكل خاص، وذلك بغية حصد الألقاب المحلية والأوروبية.

أداء وقتالية

مع بيرلو يلعب فريق يوفنتوس كرة جميلة وممتعة ولا يُعاني من مشاكل كثيرة على أرض الملعب، خصوصاً أن المدرب الإيطالي حسّن الأداء الهجومي كثيراً بقيادة كل من كريستيانو رونالدو وألفارو موراتا. وتحول يوفنتوس مؤخراً إلى "ماكينة" تهديف فمنذ فشله في هز الشباك أمام برشلونة في الجولة الثانية من دوري الأبطال، لم يفشل في هز الشباك في المباريات الـ12 المتتالية وهو ما يؤكد قدرة الفريق على التسجيل دائماً، مهما كان حجم المنافس الذي يلعب ضده، خصوصاً أن الفوز على النادي "الكتالوني" منح الفريق دفعة معنوية كبيرة لتقديم أداء قوي.

وظهر فريق يوفنتوس بروح أكبر من بداية الموسم وقتالية عالية على أرض الملعب، إذ يدافع الفريق كمجموعة ويُهاجم كمجموعة واحدة، ويقاتل من أجل تحقيق الانتصارات. وبسبب هذه القتالية يرفع فريق "البيانكونيري" من حظوظه للمنافسة على لقب الأبطال انطلاقاً من شهر شباط/فبراير القادم.

وفي وقت يُقدم الفريق عروضاً هجومية قوية ولا يفشل في هز الشباك، لا يُعاني الدفاع من مشاكل كبيرة، إذ تلقت شباك الفريق الإيطالي عشرة أهداف فقط في الدوري الإيطالي حتى الآن. ويبدو أن منظومة لعب المدرب أندريا بيرلو تلعب بشكل جيد على الصعيدين الدفاعي والهجومي.

ونجح بيرلو في فرض شخصيته على الفريق سريعاً وإعادة الكثير من هيبة الفريق الإيطالي التي فقدها في الموسم الماضي على الرغم من تتويجه بلقب الدوري. إلا أن هدف بيرلو الأول هو الوصول إلى مراحل بعيدة أوروبياً ولمَ لا التتويج بلقب الأبطال، وهو الهدف الأول للإدارة الذي تسعى لتحقيقه منذ سنوات طويلة دون النجاح في تحقيق ذلك.

رونالدو مُبهر

لا يزال النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو واحداً من أفضل المهاجمين في العالم رغم وصوله إلى سن 35 سنة، ومع يوفنتوس يُقدم رونالدو واحدا من أفضل عروضه الكروية. وساهم البرتغالي كثيراً في تحسن أداء "البيانكونيري" بعد أن سجل 12 هدفاً حتى الآن ويتصدر ترتيب الهدافين متقدماً على البلجيكي روميلو لوكاكو (10 أهداف) والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش (10 أهداف).

والمُلفت أن رونالدو لا يتوقف عن التسجيل رغم تقدمه في السن، ولا يقتصر الأمر على تسجيل الأهداف وهز الشباك فقط، بل الأداء الثابت الذي يُقدمه رونالدو والذي يتسم بالقتالية والشغف في جميع المباريات. كما أن قرار منح موراتا فرصاً أكبر ولعبه دورا مهما خلف رونالدو، دفع بالبرتغالي لكي يُصبح واحدا من أفضل الهدافين في عام 2020.

ثنائية موراتا ورونالدو حولت يوفنتوس إلى "ماكينة" تهديف وقوة هجومية كبيرة خصوصاً في المباريات الأخيرة، إذ إن رونالدو سجل 12 هدفاً وصنع هدفاً بينما صنع موراتا 5 أهداف وسجل 4 أهداف حتى الآن. وساهمت ثنائية اللاعبين في 22 هدفاً من أصل 28 هدفاً سجلها فريق يوفنتوس في منافسات الدوري الإيطالي. لتكون هذه الثنائية ساهمت بنسبة 78% من أهداف "البيانكونيري" محلياً.

تأقلم الصفقات الجديدة

أثبتت الصفقات الجديدة أنها قادرة على تقديم أداء قوي مع يوفنتوس بقيادة المدرب أندريا بيرلو، ولعل أبرز تلك الصفقات ديجان كولوسيفسكي الذي يؤكد مبارة بعد مباراة أنه قادر على صناعة الإضافة في الهجوم إلى جانب رونالدو وموراتا. كما أن الأميركي ويستون ماكيني يُقدم أداء قوياً في خط الوسط ويُساهم في بناء الهجمات بطريقة سريعة ومُميزة.

كرة عالمية

التحديثات الحية

يوفنتوس يحرج ديبالا.. لست من ضمن أفضل 5 لاعبين بأوروبا

ونجح المدرب أندريا بيرلو في تحسين مستوى الصفقات الجديدة، خصوصاً أن بداية اللاعبين الجُدد في الموسم الجديد كانت متعثرة قليلاً ولم ينجحوا في تقديم أداء ثابت وقوي. إلا أن هذه الصفقات بدأت تسير في الطريق الصحيح لكي تكون أحجارا أساسية في تركيبة المدرب بيرلو والمساعدة في تحسين أداء الفريق ونيل الألقاب.

في المقابل لا يُفكر بيرلو في التعاقد مع أي لاعب جديد في سوق الانتقالات الشتوية، وذلك لأن تشكيلته مكتملة والعناصر الموجودة تُقدم المطلوب منها على أرض الملعب.