وساهم غوركوف في تأهل "الخضر" مرتين متتاليتين إلى بطولة أمم أفريقيا 2015 و2017، حيث قاد في الأولى المنتخب الأخضر" إلى الدور ربع النهائي، بينما انسحب قبل حلول موعد البطولة الثانية بعدما ضمن التأهل للجزائر، وبالمقابل قاد غوركوف "الخضر" إلى الدور الأخير من التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018، التي فشل فيها رفقاء رياض محرز فشلاً ذريعاً، حين غادروا السباق مبكراً إثر مشوار سيئ للغاية.
وصرّح غوركوف في مقابلة مع الموقع الإلكتروني الرياضي "غول" في نسخته الفرنسية بأن ثمة عوامل خارجية ساهمت في قراره بالاستقالة من تدريب "محاربي الصحراء" في نهاية شهر مارس/ آذار العام 2016.
وبدا المدرب السابق لنادي رين الفرنسي غير "حاقد" تماماً تجاه ما عاشه من وضع صعب قبل استقالته من تدريب المنتخب الجزائري، وقال عن هذه التجربة: "لقد أحببت كثيراً المشوار الذي خضته مع الجزائر، ولا أحتفظ سوى بالذكريات الجميلة عن هذه التجربة الرائعة".
وأضاف: "أصبت بالإحباط حول كل ما قيل عن مروري بالمنتخب الجزائري، لأنه من الناحية التقنية تدريب هذا المنتخب كان يناسبني تماماً، وحتى من الجانب الإنساني كانت كل الأمور تسير على كل ما يرام، لدي العديد من الذكريات الجميلة هناك، خاصة فيما يخص علاقتي مع اللاعبين".
وتابع موجهاً بشكل ضمني اتهامات لرئيس الاتحاد السابق محمد روراوة ومساعديه" كل شيء كان رائعاً للغاية في البداية، ولكن ذلك لم يستمر للأسف، لأنه كانت هناك بعض الأمور السلبية المحيطة بي والتي عكّرت وأفسدت عليّ مهمتي".
وفيما يخض الأجواء التي رافقت فترة تواجده هناك قال: "محيط المنتخب والاتحاد أثر كثيراً على عملي وأصبحت الأمور لا تطاق تماماً"، ورفض غوركوف الدخول في تفاصيل ما حدث له بالضبط وتسبب في تركه تدريب المنتخب الجزائري، رافضاً: "غرس الخنجر في الجرح" مجدداً، واحتراماً لبعض الأشخاص الذين أعمل معهم في الجزائر، لكن ذلك لم يمنعه من الحديث عن الظلم الذي تعرض له بعدما بدأ البعض في وضع العراقيل في طريقه، على حد تعبيره.
وفي السياق عينه تابع قائلاً: "ما دفعني للرحيل لم يكن في البداية مرتبطاً بالأشخاص الذين كانوا يحيطون مباشرة بالمنتخب، لكنني بعدها اقتنعت بأن كل ما يحيط بالمنتخب أثر كثيراً على عملي وأصبحت الأمور لا تطاق فعلاً، ما كان يحدث في محيط المنتخب قيّد حريتي في العمل وهو ما دفعني لطي صفحة الجزائر، لم أتأسف كثيراً على القرار الذي اتخذته بالرحيل عن الجزائر، لقد فكرت جيداً وقررت أن أذهب وكنت أعرف كل مخلّفات هذا القرار، ولن أسهب في الحديث عن التفاصيل، ولكن كانت هناك الكثير من الأمور التي لم تكن على ما يرام: التدخل في صلاحياتي وعملي، محيط عمل غير مريح تماماً"، وأضاف"لم يسبق لي أن قمت بأي شيء ضد إرادتي، ولهذا... الأمور واضحة تماما".
وعلى عكس علاقته التي ساءت مع مسؤولي الاتحاد، كانت العلاقة أكثر من رائعة مع لاعبي المنتخب الجزائري، الذين قرر الفرنسي الحديث عنهم كي يضع النقاط على الحروف وينفي أي خلاف معهم، وقال في هذا الصدد: "لدي ذكريات رائعة مع اللاعبين، وبشكل عام كان الاحترام والتفاهم والانسجام سائدين وسط المجموعة، لكن الإعلام الجزائري روّج لإشاعات حول حدوث المشاكل بيننا، وهو ما أثر فيّ كثيراً لم أكن اتحمّل كل ذلك". ونفى غوركوف أن يكون قد خضع لـ"أوامر فوقية" تقضي بفرض لاعبين معينين على حساب آخرين داخل المنتخب.
وختم بخصوص هذا الموضوع: "مسؤولياتي لم يكن لها أبداً أي حدود فيما يتعلق بمهمتي، بالطبع كانت هناك العديد من الأحاديث حول ضرورة الحفاظ على استقرار وتماسك المجموعة، وتحقيق الأهداف المطلوبة والذهاب بعيداً في التحديات التي كانت تنتظرنا، ولكن فيما يتعلق بتشكيل المنتخب، أؤكد لكم وأكرر بأنني أدّيت دوري كاملاً غير منقوص".
من جانب آخر، ذكر كريستيان غوركوف الأسباب التي تقف وراء عدم ظهور المنتخب الجزائري بنفس المستوى الذي يظهر به على أرضه وأمام جماهيره، وكذا تباين نتائجه، وتراجعها عندما يلعب في ملاعب القارة الأفريقية، وقال: "مشكلة المنتخب الجزائري، هي أن لاعبيه المحترفين بأوروبا لا يستطيعون اللعب بنفس المستوى في الملاعب الأفريقية، خاصة في ظل اختلاف الأجواء والطقس"، مضيفاً: "أغلب الملاعب في أفريقيا سيئة للغاية، وهذا يجعل اللاعبين غير قادرين تماماً على صنع ثلاث تمريرات متتالية، وهذا الأمر يؤثر كثيراً على أداء نجوم المنتخب الذين تعودوا على اللعب على أرضيات الملاعب الأوروبية التي تسمح لهم بتفجير طاقاتهم".
(العربي الجديد)