تثير قضية ارتفاع رواتب لاعبي الدوري الجزائري لكرة القدم، جدلاً كبيراً وسط الجماهير الرياضية، التي لم تتقبل دفع أنديتها مبالغ طائلة من أجل إرضاء مجموعة من اللاعبين، لتقمص ألوانها في المباريات التي يخوضونها بالبطولات المحلية أو القارية.
وشهدت رواتب اللاعبين في الجزائر ارتفاعا جنونياً في آخر 10 سنوات، حيث أصبح الراتب الشهري، وفق ما كشفته العديد من وسائل الإعلام الجزائرية، يتجاوز ما يتقاضاه حاكم البلاد ورؤساء أعلى الهيئات، ويبتعد كل البعد عن الدخل المتوسط للمواطن الجزائري، ما يجعله لا يتماشى مع السياسة الاقتصادية للبلاد.
وكشف عبد الكريم مدوار، رئيس الرابطة الجزائرية المحترفة لكرة القدم، بأن الكثير من الأرقام التي نشرت في وسائل الإعلام، عن رواتب اللاعبين في الدوري الجزائري، غير صحيحة، حيث أن هنالك تضخيماً كبيراً فيها، و تم إغفال بعض الجوانب في منح المناصر للمعلومة الصحيحة.
و قال مدوار، في حواره مع قناة "الفاف تي في" على موقع التواصل الاجتماعي "يوتيوب": "يوجد 82 من اللاعبين يتقاضون أقل من 200 مليون سنتيم شهرياً، وعندما نتحسب لهم الراتب الشهري الصافي، فسوف يكون راتبهم لا يتعدى 50 بالمئة من المبلغ المذكور".
وأضاف: "يوجد الكثير من وسائل الإعلام تتغنى كثيرا بتقاضي اللاعبين لـ300 و400 مليون سنتيم، ولكن نحن نملك كل العقود، ونستطيع منح الأرقام الدقيقة، من دون أي مغالطات أو تضخيم، ونستطيع الكشف لك بأن من يتقاضون أرقاما كبيرة هم فقط أولئك الذين يلعبون لفرق ترعاها شركات وطنية".
ويبقى اللغز الكبير الذي حير كل متابعي الشأن الكروي في الجزائر، والسؤال الذي لم تجد له وسائل الإعلام جوابا، هو كيف تدفع الأندية كل هذه الأموال الطائلة للاعبين، وفي نفس الوقت تشتكي من معاناتها ماليا، وهو ما لا يساعدها في اللعب على الألقاب والمنافسة على البطولات الخارجية، وهذا الأمر هو السبب في اتهام مسيري الأندية في تبذير المال العام والمشاركة في الفساد الرياضي.