افتتحت اللجنة العليا للمشاريع والإرث في قطر، قبل أيام، ملعب "المدينة التعليمية"، وهو ثالث الملاعب التي أمست جاهزة لاستضافة مباريات كأس العالم 2022. وما يُميز هذا الملعب، عنايته الكبيرة بالاستدامة والبيئة، خصوصاً بعد نيله شهادة المنظمة العالمية لتقييم الاستدامة.
وبحسب ما نشره موقع اللجنة العليا لمشاريع الإرث والمشاريع، فإن ملعب "المدينة التعليمية" أول ملعب مخصص لمباريات مونديال 2022 ينال شهادة "جي ساس" من فئة الخمس نجوم من المنظمة الخليجية للبحث والتطوير "جورد"، التي كشفت عن خصائص الاستدامة التي جعلت ملعب "المدينة التعليمية" ينال هذا التصنيف المُميز.
تصميم صديق للبيئة
يستفيد ملعب "المدينة التعليمية" من الأجواء المناخية المحيطة، ويحافظ على البرودة الداخلية للمكان، وهو ما يُساعد في تقليل الحاجة لطاقة التبريد والتدفئة التي تستهلك كثيراً. ويوفر تصميم واجهة الملعب الظل والعزل الحراري للمناطق الداخلية، فضلاً عن أن بناء الملعب كان على أرض منخفضة، ما ساعد في العزل الحراري والتحكم بدرجات حرارته، وكل هذا يُساعد في ترشيد استهلاك الطاقة.
مواد مُستدامة
استعمل المهندسون في عملية بناء الملعب نحو 85% من مواد بناء من بلدان في المنطقة، 55% من مصادر محلية و29% من مواد مُعاد تدويرها، هذا بالإضافة إلى القدرة على تفكيك نحو 35,5% من مبنى الملعب، وخصوصاً الطبقة العلوية من المدرجات، التي من المقرر التبرع بها بعد نهاية البطولة العالمية.
الانتقال إلى الملعب
من السهل الوصول إلى ملعب "المدينة التعليمية"، وذلك عبر وسائل النقل العام، وأبرزها الخط الأخضر لمترو الدوحة عبر محطة الملعب التي لا تُبعد سوى 500 متر، وهو ما يُسهِّل عملية تنقل المشجعين ووصولهم إلى الملعب. هذا ويوجَد هناك "ترام المدينة التعليمية" ومواقف كثيرة للمركبات في عدة طبقات، بالإضافة إلى خط خاص لوصول سيارات الأجرة.
ترشيد المياه
يوفر الملعب نحو 55% من استهلاك المياه، مقارنة بالملاعب التقليدية، ويعود الفضل في ذلك إلى تجهيزات المياه منخفضة التدفق. أما المناطق الخضراء المحيطة بالملعب، فتضم نباتات وأشجاراً محلية لا تستهلك الكثير من المياه، وكذلك عشب أرض الملعب. فيما هناك نظام ريّ مُميز يستعمل عملية التنقيط المباشر وشاشات تعمل بضغط المياه.
نوعية الهواء في الملعب
يتميز الملعب بوجود نسبة منخفضة من المواد العضوية المتطايرة المتداخلة مع مواد البناء، وهو ما يخفف من حدة الملوثات في الهواء. وزُوِّدت المساحات الداخلية بمستشعرات لثاني أوكسيد الكربون، ما يضمن كفاءة نظام التهوية وجودة الهواء. كذلك، يصل ضوء الشمس إلى المناطق الداخلية طوال النهار.
كفاءة استهلاك الطاقة
اتُّخذَت إجراءات عديدة لترشيد استهلاك الطاقة في الملعب، ومن بينهما نظام الإنارة عبر استخدام تقنية "ألـ دي إي" التي يجري التحكم بها عن بُعد، وكذلك نظام التهوية حسب الطلب والنوافذ الزجاجية الإلكترونية والمواد العازلة عالية المقاومة.
عمليات مُستدامة
يتميز الملعب بنظام متقدم لإدارة النفايات وعمليات الفرز وإعادة التدوير، هذا بالإضافة إلى نظام التحكم الآلي وتعقب التسريب وأنظمة القياس المتعددة. ويمكن المنظمين التنبه لأي ارتفاع غير اعتيادي في الاستهلاك عبر تسجيل البيانات وتحليلها، وهو ما يمنع حدوث تسريب لفترة طويلة أو هدر في الطاقة.