فرض برشلونة وريال مدريد هيمنتهما على لقب الدوري الإسباني في العقود الأخيرة حتى بدت المسابقة أشبه بصراع القط والفأر أو "توم وجيري" كما يحلو لبعض المشجعين تسميتها، لكن في السنوات الماضية ارتفعت أسهم أندية مثل أتلتيكو مدريد الذي انتزع اللقب في 2014 بجانب إشبيلية وفالنسيا.
ورغم أنه من غير المنطقي حالياً أن يحصل على اللقب فريق غير برشلونة أو ريال مدريد باستثناء أتلتيكو، إلا أنه ساد شعور بالتفاؤل بشأن إمكانية تقليص إشبيلية وفالنسيا الفجوة والتنافس على القمة بعد ضم لاعبين متميزين في الفترة الأخيرة.
لكن انطلاقة موسم 2018-2019 كانت مخيبة للآمال تماماً وتنذر بعودة الصراع الثنائي بين القطبين ليُحلقا بعيداً في بطولة منفصلة بعيداً عن سائر الأندية الأخرى.
فرغم بداية الموسم القوية لأتلتيكو بالفوز (4 – 2) على ريال مدريد والتتويج بلقب "السوبر" الأوروبي مع ضم لاعبين مميزين مثل ليمار وغيلسون ورودريغو وكالينيتش ومع الإبقاء على غريزمان بطل العالم مع فرنسا أحبط فريق سيميوني الجميع واكتفى بتحقيق فوز واحد في أول أربع جولات في أسوأ انطلاقة في عهد المدرب الأرجنتيني.
ولم يواجه فريق "الأتلتي" فريقاً كبيراً باستثناء فالنسيا وتعادل معه في الافتتاح بينما خسر من فريق سيلتا فيغو وتعادل بشق الأنفس مع ايبار، ويبتعد حالياً عن برشلونة المتصدر بفارق 7 نقاط في هذه المرحلة المبكرة من الموسم.
ولا يمكن اعتبار أن أتلتيكو خرج من سباق الليغا الآن، لكنه مرشح لإهدار المزيد من النقاط بالطبع مع غياب الانسجام، خاصة أنه ينافس بالتوازي في دوري أبطال أوروبا الذي يتطلب الكثير من العمل الشاق. في وقت لم يكن إشبيلية، الذي فاز بلقب الدوري الأوروبي عدة مرات في العقد الأخير، أفضل حالاً من أتلتيكو، إذ حقق فوزاً واحداً فقط، وخسر بشكل مفاجئ في آخر مباراتين من ريال بيتيس وخيتافي.