في بلادنا العربية يعرف الأطفال جيداً لعبة الكراسي الموسيقية، فنأتي بتسعة كراسي لعشرة أولاد ونقول لهم، إنّ الرابح هو مَن يحصل على الكرسي، ومَن يبقى بدون كرسي يكون خارج اللعبة، ثمّ نقلل عدد الكراسي كلّ مرّة، فيخرج طفل وراء آخر حتى يبقى طفل واحد فيعلن الفائز.
أما في روضة الأطفال في اليابان، فهم يلعبون لعبة الكراسي كذلك، فيأتون بتسعة كراسي لعشرة أطفال، أيضًا، مع فارق أنّهم يقولون للأطفال إنّ عددكم أكبر من الكراسي، فإذا بقي أحدكم دون كرسي يخسر الجميع، فيحاول جميع الأطفال احتضان بعضهم بعضاً لكي يستطيع عشرة أطفال الجلوس على تسعة كراسي، ومن ثمّ يقللون عدد الكراسي تباعًا، مع بقاء قاعدة أنّهم يجب أن يتأكدوا ألّا يبقى أحدهم دون كرسي وإلا خسروا جميعًا.
نعلم أطفالنا، من خلال لعبة الكراسي، ثقافة "نفسي نفسي، ولكي أنجح علّي أن أزيح غيري"، ويعلمون أطفالهم في اليابان ثقافة "لا نجاح لي دون مساعدة غيري على النجاح".
الأمر ليس منوطاً بلعبة، ولكن التعليم والمناهج الدراسية في عالمنا العربي أيضاً، تنمي الفردية والأنانية، كما أن أسلوب التقييم يقتل فكرة "الجماعية"، وينمي التنافسية وليس التكاملية بين الطلاب، كما أن المقررات الدراسية لا تتيح الفرصة لتنمية مهارة التعرف على الآخر المختلف واحترامه، وهذا ما اجتمع عليه خبراء وباحثون في مجال التعليم.
اقرأ أيضا:مهارات التعليم في القرن الواحد والعشرين
الصومال: مناهج لا تتعدى المألوف والمعتاد
يقول عبدالعزيز أحمد علي، نائب مدير مركز الإرشاد للحوار الفكري بمقديشو، أن المناهج التعليمية في الصومال، كغيرها من البلاد العربية، تعاني من إشكاليتين هما عدم تطوير محتواها منذ فترة طويلة، وعدم التركيز على الإبداع والابتكار، الذي انعكس في إنتاج قدرة المتعلم الصومالي، وذلك أن هذه المناهج تشجع على تحقيق المألوف والمعتاد، وتعود تلك المشكلة إلى عدم إدخال نشاطات كافيات لتنمية الإبداع والإنتاج، القائم على التفكير في محتوى المنهج عند صياغته وتطبيقه إلى جانب عدم تشجيع المدرسيين، أو عدم اهتمامهم بالنشاطات التي تثري الإبداع والابتكار لدى الطالب.
البحرين: الشكل على حساب الإبداع
يوضح الباحث الاجتماعي حمدي عبدالعزيز، أن التعليم في البحرين يحظى باهتمام وإنفاق مالي كبير، ويتميز بالتكنولوجيا العالية، والمباني التعليمية الحكومية فائقة الجودة، وإتاحة الفرص المتكافئة للمقيمين للالتحاق بالمدارس، لكن غياب الحوار حول المشكلات التربوية والتعليمية داخل المجتمع المدني والجامعات، وعدم الاستعانة بالخبرات الوطنية والعربية أدى إلى ضعف العملية التربوية والمخرجات التعليمية".
ويعتبر عبدالعزيز أن غياب الحوار المجتمعي والأكاديمي، حول المشكلات التربوية، وتأثيرات الواقع الاجتماعي على الطلاب، وضعف المخرجات التعليمية، أدى إلى التركيز على مجالات إبداعية معينة، وكرس في الوقت نفسه ثقافة تقوم على الأحادية، وليس التنوع الذي يتميز به هذا المجتمع الثري، مما أعاق نسبياً التربية على الإبداع، باعتباره مفهومًا شاملاً، محوره الإنسان وخدمة وإصلاح الإنسان والمجتمع في آن واحد".
اهتراء المناهج في مصر
وترى الباحثة في علم الاجتماع السياسي الدكتورة، فادية مغيث، أنه من المفترض أن يعكف نظامنا التربوي، باستمرار، على تلقف كل جديد في المناهج التربوية الحديثة، خصوصاً في الدول التي غيرت وجه الحياة وصلبها اعتمادًا على التربية"؛ مشيرة إلى أن "علينا الانطلاق من حيث البدايات، وافتراض سقوط مفهوم التطوير والتجديد، الذي يتطلب وجود منجز حقيقي، تم بناؤه وأنتج أجيالاً متعلمة، يفيد الوطن بأدائها في شتى المجالات".
واستدركت مغيث، الحاصلة على درجتي الماجستير والدكتوراه في فلسفة التربية، بقولها: "لكن المنظومة التربوية المصرية فاتها ذلك، على الرغم من وجود مركز متخصص، ممول عالميًا، مهمته تطوير المناهج، حيث لم يحدث تقدم أو إنجاز ملحوظ، بل لم يزل التعليم الرسمي للدولة متدني النتائج، منعدم الإنجاز، وإلا ما كانت الدروس الخصوصية الأداة الوحيدة، التي تؤهل الطالب لاجتياز الامتحان، على الرغم من ضعف المناهج وركاكتها واهتراء طرائق التدريس".
اقرأ أيضا:الأسباب التي جعلت النظام التعليمي في اليابان متميزاً
الشروط الثلاثة للإبداع
وفي تعليقه على الموضوع؛ يوضح الدكتور أحمد السرحني، أستاذ مساعد علم النفس التربوي بكلية التربية جامعة المنيا، أن الإبداع مشروط، برأي أغلب العلماء، بثلاثة أمور، هي: الطلاقة: قدرة الشخص على إنتاج أفكار وحلول كثيرة، والمرونة: قدرة الشخص على إنتاج أفكار وحلول متنوعة، والأصالة: قدرة الشخص على إنتاج أفكار وحلول جديدة نادرة، فكيف تكون المناهج داعماً أو قاتلاً لهذه القدرات؟".
ويقول السرحني، إن مقولة "المناهج التعليمية تقتل الإبداع"، تنطبق على غالبية الدول العربية، لأن قاتل الإبداع ليس المنهج، وإنما عوامل أخرى ترتبط به، مشيرًا إلى أن هذه العوامل تكمن في الإجابة عن تساؤلات عدة، مثل: هل المناهج موضوعات أم مقررات؟، والمنهج وسيلة أم هدف؟ والتقويم والاختبارات لقياس المهارات الدنيا أم لقياس المهارات العليا؟ وهل المعلم ناقل للمعرفة أم مُبَسِّط وُمطوِّر لها؟
ويجيب: "إذا كنا نتعامل مع المناهج باعتبارها مقررات قتلنا الإبداع، أما إذا تعاملنا مع المنهج باعتباره موضوعات، فيجب أن نقدم للطالب عنوان الموضوع، ونعلمه البحث في أصوله وحاضره ومستقبله ومقترحات تطويره، وكيف يمكن أن يكون هذا الموضوع مستقبلاً؛ وبهذا نكون قدمنا للمجتمع طالبًا مبدعًا، مشاركًا في بناء مستقبل العلم".
اقرأ أيضا:حقائب ملغمة... يحملها أبنائي على ظهورهم
هل المقررات هدف أم وسيلة؟
ويضيف، أن "المقرر ليس هدفًا في ذاته بل وسيلة، فنحن نُدَّرِس المقرر للتعامل مع الحياة خارج المدرسة والجامعة ومقرراتها، أما إذا كنا ننظر للمقرر على أنه هدف فقد قتلنا الإبداع"؛ مطالبًا بأن يكون التقويم الدراسي للمقرر، لقياس تمكن الطالب من المهارات، والاستفادة منها في حل المشكلات"، وأن تكون "الأسئلة في صورة مشكلات، يُطلَب من الطالب حلها، وأسئلة تعتمد على الفهم، وتقيس المستويات العليا من التفكير: اتخاذ القرار، التفكير الناقد، حل المشكلات".
وعن أسلوب المعلم في عرض المقرر، يتساءل محمود: هل المعلم ناقل للمعرفة كما هي بالكتاب، أم مُبَسِّط ومطوِّر للمعرفة؟ معتبرًا أن "الإبداع يتطلب أن يكون المعلم مبسطاً ومطوراً للمعرفة، وذلك باستخدام وسائل متنوعة تناسب تنوع الطلاب.
ويرى "السرحني"، أن المنهج القاتل للابداع، يدرسه معلم ناقل للمعرفة، واختبارات تقيس الحفظ فقط، ومؤسسة تعليمية فلسفتها، دراسة المقررات لذاتها كهدف، ووزارة تفرض شروحًا محددة لكل موضوع لا يحيد الطالب بعيدًا عنها، لا يزيد ولا ينقص، ومعيارهم في التصحيح من يكتب كما في الكتاب يحصل على أعلى الدرجات".
اقرأ أيضا:
شمال أوروبا... تحفيز المواهب
"دعبس" للبحث عن المواهب في مصر
الفائز بنجوم العلوم: إياكم والاستهانة بأفكار أبنائكم
الموهبة بين الازدهار والاندثار
قال إنه تلميذ بليد فأصبح المخترع الذي أنار العالم
المواهب في مصر... كنوز تنتظر "علي بابا"
علم طفلك وفق نوع الذكاء الذي يناسبه.. هكذا أسهل
ادرس كما تشاء ولن تجد عملا!
كيف تدرس في أفضل جامعات العالم مجانًا؟
أما في روضة الأطفال في اليابان، فهم يلعبون لعبة الكراسي كذلك، فيأتون بتسعة كراسي لعشرة أطفال، أيضًا، مع فارق أنّهم يقولون للأطفال إنّ عددكم أكبر من الكراسي، فإذا بقي أحدكم دون كرسي يخسر الجميع، فيحاول جميع الأطفال احتضان بعضهم بعضاً لكي يستطيع عشرة أطفال الجلوس على تسعة كراسي، ومن ثمّ يقللون عدد الكراسي تباعًا، مع بقاء قاعدة أنّهم يجب أن يتأكدوا ألّا يبقى أحدهم دون كرسي وإلا خسروا جميعًا.
نعلم أطفالنا، من خلال لعبة الكراسي، ثقافة "نفسي نفسي، ولكي أنجح علّي أن أزيح غيري"، ويعلمون أطفالهم في اليابان ثقافة "لا نجاح لي دون مساعدة غيري على النجاح".
الأمر ليس منوطاً بلعبة، ولكن التعليم والمناهج الدراسية في عالمنا العربي أيضاً، تنمي الفردية والأنانية، كما أن أسلوب التقييم يقتل فكرة "الجماعية"، وينمي التنافسية وليس التكاملية بين الطلاب، كما أن المقررات الدراسية لا تتيح الفرصة لتنمية مهارة التعرف على الآخر المختلف واحترامه، وهذا ما اجتمع عليه خبراء وباحثون في مجال التعليم.
اقرأ أيضا:مهارات التعليم في القرن الواحد والعشرين
الصومال: مناهج لا تتعدى المألوف والمعتاد
يقول عبدالعزيز أحمد علي، نائب مدير مركز الإرشاد للحوار الفكري بمقديشو، أن المناهج التعليمية في الصومال، كغيرها من البلاد العربية، تعاني من إشكاليتين هما عدم تطوير محتواها منذ فترة طويلة، وعدم التركيز على الإبداع والابتكار، الذي انعكس في إنتاج قدرة المتعلم الصومالي، وذلك أن هذه المناهج تشجع على تحقيق المألوف والمعتاد، وتعود تلك المشكلة إلى عدم إدخال نشاطات كافيات لتنمية الإبداع والإنتاج، القائم على التفكير في محتوى المنهج عند صياغته وتطبيقه إلى جانب عدم تشجيع المدرسيين، أو عدم اهتمامهم بالنشاطات التي تثري الإبداع والابتكار لدى الطالب.
البحرين: الشكل على حساب الإبداع
يوضح الباحث الاجتماعي حمدي عبدالعزيز، أن التعليم في البحرين يحظى باهتمام وإنفاق مالي كبير، ويتميز بالتكنولوجيا العالية، والمباني التعليمية الحكومية فائقة الجودة، وإتاحة الفرص المتكافئة للمقيمين للالتحاق بالمدارس، لكن غياب الحوار حول المشكلات التربوية والتعليمية داخل المجتمع المدني والجامعات، وعدم الاستعانة بالخبرات الوطنية والعربية أدى إلى ضعف العملية التربوية والمخرجات التعليمية".
ويعتبر عبدالعزيز أن غياب الحوار المجتمعي والأكاديمي، حول المشكلات التربوية، وتأثيرات الواقع الاجتماعي على الطلاب، وضعف المخرجات التعليمية، أدى إلى التركيز على مجالات إبداعية معينة، وكرس في الوقت نفسه ثقافة تقوم على الأحادية، وليس التنوع الذي يتميز به هذا المجتمع الثري، مما أعاق نسبياً التربية على الإبداع، باعتباره مفهومًا شاملاً، محوره الإنسان وخدمة وإصلاح الإنسان والمجتمع في آن واحد".
اهتراء المناهج في مصر
وترى الباحثة في علم الاجتماع السياسي الدكتورة، فادية مغيث، أنه من المفترض أن يعكف نظامنا التربوي، باستمرار، على تلقف كل جديد في المناهج التربوية الحديثة، خصوصاً في الدول التي غيرت وجه الحياة وصلبها اعتمادًا على التربية"؛ مشيرة إلى أن "علينا الانطلاق من حيث البدايات، وافتراض سقوط مفهوم التطوير والتجديد، الذي يتطلب وجود منجز حقيقي، تم بناؤه وأنتج أجيالاً متعلمة، يفيد الوطن بأدائها في شتى المجالات".
واستدركت مغيث، الحاصلة على درجتي الماجستير والدكتوراه في فلسفة التربية، بقولها: "لكن المنظومة التربوية المصرية فاتها ذلك، على الرغم من وجود مركز متخصص، ممول عالميًا، مهمته تطوير المناهج، حيث لم يحدث تقدم أو إنجاز ملحوظ، بل لم يزل التعليم الرسمي للدولة متدني النتائج، منعدم الإنجاز، وإلا ما كانت الدروس الخصوصية الأداة الوحيدة، التي تؤهل الطالب لاجتياز الامتحان، على الرغم من ضعف المناهج وركاكتها واهتراء طرائق التدريس".
اقرأ أيضا:الأسباب التي جعلت النظام التعليمي في اليابان متميزاً
الشروط الثلاثة للإبداع
وفي تعليقه على الموضوع؛ يوضح الدكتور أحمد السرحني، أستاذ مساعد علم النفس التربوي بكلية التربية جامعة المنيا، أن الإبداع مشروط، برأي أغلب العلماء، بثلاثة أمور، هي: الطلاقة: قدرة الشخص على إنتاج أفكار وحلول كثيرة، والمرونة: قدرة الشخص على إنتاج أفكار وحلول متنوعة، والأصالة: قدرة الشخص على إنتاج أفكار وحلول جديدة نادرة، فكيف تكون المناهج داعماً أو قاتلاً لهذه القدرات؟".
ويقول السرحني، إن مقولة "المناهج التعليمية تقتل الإبداع"، تنطبق على غالبية الدول العربية، لأن قاتل الإبداع ليس المنهج، وإنما عوامل أخرى ترتبط به، مشيرًا إلى أن هذه العوامل تكمن في الإجابة عن تساؤلات عدة، مثل: هل المناهج موضوعات أم مقررات؟، والمنهج وسيلة أم هدف؟ والتقويم والاختبارات لقياس المهارات الدنيا أم لقياس المهارات العليا؟ وهل المعلم ناقل للمعرفة أم مُبَسِّط وُمطوِّر لها؟
ويجيب: "إذا كنا نتعامل مع المناهج باعتبارها مقررات قتلنا الإبداع، أما إذا تعاملنا مع المنهج باعتباره موضوعات، فيجب أن نقدم للطالب عنوان الموضوع، ونعلمه البحث في أصوله وحاضره ومستقبله ومقترحات تطويره، وكيف يمكن أن يكون هذا الموضوع مستقبلاً؛ وبهذا نكون قدمنا للمجتمع طالبًا مبدعًا، مشاركًا في بناء مستقبل العلم".
اقرأ أيضا:حقائب ملغمة... يحملها أبنائي على ظهورهم
هل المقررات هدف أم وسيلة؟
ويضيف، أن "المقرر ليس هدفًا في ذاته بل وسيلة، فنحن نُدَّرِس المقرر للتعامل مع الحياة خارج المدرسة والجامعة ومقرراتها، أما إذا كنا ننظر للمقرر على أنه هدف فقد قتلنا الإبداع"؛ مطالبًا بأن يكون التقويم الدراسي للمقرر، لقياس تمكن الطالب من المهارات، والاستفادة منها في حل المشكلات"، وأن تكون "الأسئلة في صورة مشكلات، يُطلَب من الطالب حلها، وأسئلة تعتمد على الفهم، وتقيس المستويات العليا من التفكير: اتخاذ القرار، التفكير الناقد، حل المشكلات".
وعن أسلوب المعلم في عرض المقرر، يتساءل محمود: هل المعلم ناقل للمعرفة كما هي بالكتاب، أم مُبَسِّط ومطوِّر للمعرفة؟ معتبرًا أن "الإبداع يتطلب أن يكون المعلم مبسطاً ومطوراً للمعرفة، وذلك باستخدام وسائل متنوعة تناسب تنوع الطلاب.
ويرى "السرحني"، أن المنهج القاتل للابداع، يدرسه معلم ناقل للمعرفة، واختبارات تقيس الحفظ فقط، ومؤسسة تعليمية فلسفتها، دراسة المقررات لذاتها كهدف، ووزارة تفرض شروحًا محددة لكل موضوع لا يحيد الطالب بعيدًا عنها، لا يزيد ولا ينقص، ومعيارهم في التصحيح من يكتب كما في الكتاب يحصل على أعلى الدرجات".
اقرأ أيضا:
شمال أوروبا... تحفيز المواهب
"دعبس" للبحث عن المواهب في مصر
الفائز بنجوم العلوم: إياكم والاستهانة بأفكار أبنائكم
الموهبة بين الازدهار والاندثار
قال إنه تلميذ بليد فأصبح المخترع الذي أنار العالم
المواهب في مصر... كنوز تنتظر "علي بابا"
علم طفلك وفق نوع الذكاء الذي يناسبه.. هكذا أسهل
ادرس كما تشاء ولن تجد عملا!
كيف تدرس في أفضل جامعات العالم مجانًا؟