جامعة الدول العربية

تحتاج المحنة السورية من يُخبر الدنيا بأن الحادث، في عُمقه وجوهره، ليس حربا يخوضُها نظامٌ مستبدٌّ ضد إرهابيين. ويصارح العرب، والسوريين أولهم، بأن التجويف المهول الذي حدث في مجتمع سورية وشعبها وكفاءاتها أضاعَها، فصارت الذكرى كأنها لبلدٍ اسمه سورية.

من بديهي البديهيات أن لا وزن أبدا لبيانات جامعة الدول العربية ولجانها، ليس فقط في منظورات قوى ودول وتكتلات كبرى، بل أيضا قبلها وبعدها، لدى الأنظمة العربية الرسمية نفسها،

بعد تحولاتٍ شهدتها العقود الأخيرة، بالكاد يمكن إطلاق تعبير العالم العربي على مجموع الدول التي تنضوي في إطار جامعة الدول العربية، إذ تباعدت وتضاربت السياسات والمصالح والأولويات، ولم تعد هناك مرجعية يمكن الاحتكام إليها أو بوصلة يجري الاهتداء بها.

النظام الرسمي، بكل نقائصه وقصوره، كان يمثل جسما موجودا ومؤسسة تعمل كان يمكن، من خلالهما، الإبقاء على إدراك لدى المواطن العربي وصانع القرار، على حد سواء، بأن ثمّة ما يجمع، ولو على مستوى القضية المحورية (فلسطين) والصراع الوجودي مع الكيان الصهيوني.

حدث كبير ولا مثيل له في تاريخ عمليات تهريب المخدّرات، لا في هذه المنطقة ولا حتى في أميركا الجنوبية، حيث عتاة المهرّبين وأباطرته المشهورين، قياساً بعدد القتلى في ضربةٍ واحدة، وبكميات البضاعة المصادرة، وبصرامة التصدّي الحازم لتجار السموم.

ساعدت فترة الحرب المكونات الاجتماعية في سورية على إجراء اتصالاتٍ مع جهات خارجية، وخصوصا المناطق التي خرجت عن تأثيرات السلطة المركزية في دمشق. وأكثر من ذلك، استطاعت هذه الجماعات تأسيس إداراتٍ ذاتيةٍ لإدارة شؤونها المدنية. وأحيانا علاقاتها الخارجية.