حسن نصر الله

ما يجري في لبنان اليوم موضع اهتمام كبير من إسرائيل التي تراقبه عن كثب، وتتعامل معه بكثير من الجدية والخطورة. وفي نظر إسرائيل فإن تعريض الاستقرار الداخلي في لبنان للخطر يعرّض للخطر أيضا أكبر نجاح سياسي لها في المنطقة المتمثل بتجربة حزب الله اللبنانية.

من أين لحزب الله مائة ألف مقاتل؟ يطرح السؤال والمعروف أن الحزب لا يملك هيكلية عسكرية كاملة، وما زالت هيكليته تشبه هيكلية التنظيمات المليشياوية في سورية، ويستحيل أن يتجاوز العدد في هذا النمط عشرة آلاف في الذروة. ومن الطبيعي أن أغلب مقاتليه قوات مشاة.

أراد حزب الله من مواجهة الشياح - عين الرمانة أخيرا أن يُحكم قبضته على السلطة القضائية في لبنان، والتي ما زالت الوحيدة المتفلتة من سيطرته، ولكي يحشر حزب القوات اللبنانية في الزاوية، وإذ بها تنقلب عليه، وتبدو وكأنها "لم تكن محسوبة"

الاشتباكات التي شهدتها أحياء في بيروت الخميس، 14 أكتوبر 2021 فرصة أيضا ليتمسّك اللبنانيون واللبنانيات بسلطة القضاء واستقلاليته، وبدولة القانون الذي من غيره لا وجود لشيء يدعى دولة، وذلك بوقوفهم سدّا منيعا لحماية القضاء والقضاة.