حل الدولتين

القناعة لدى الشعب الفلسطيني أصبحت راسخةً، بفشل كل نهج المفاوضات، والفشل الذريع لاتفاق أوسلو وملحقاته، وعبثية انتظار مساعدة الآخرين، أو الاتّكال على حسن نياتهم، وأنّ ما من حلٍّ يمكن أن يتحقق من دون الاعتماد على النفس، وتبنّي نهج كفاحي مقاوم للاحتلال.

يختبئ وراء إصرار إسرائيل على الالتزام العالمي تجاه ترسيخ الدولة اليهودية الحصول على شرعية للصهيونية، فكرا وممارسات، إذ إن جل أطياف اليمين الإسرائيلي ما زالت تعتبر أن المعركة ما زالت على أشدها، وأن غايتها النهائيّة تتمثل في "تحقيق السيادة اليهودية".

كتب في مقال إسرائيلي إن الاتفاقيات التطبيعية "حوّلت إسرائيل من عشيقة يتكتم الجميع على علاقتهم معها، أو من لاعب واحد من جملة لاعبين كثرٍ على لوح الشطرنج الشرق الأوسطي، إلى لاعبٍ محوريّ مركزيّ في كلّ التطورات الحاصلة في المنطقة".

تتفاوض منظمة التحرير الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي منذ ثلاثة عقود، ولم تثمر هذه المفاوضات اتفاقا يعيد حقوق الشعب الفلسطيني المسلوبة، وما تزال المنظمة ترى أن البديل حل سياسي، لكنها وصلت إلى حالة من الإفلاس وعجز عن تسجيل أي إنجاز منذ اتفاق أوسلو.

أسهمت المنظمات المدنية الحقوقية الفلسطينية التي صنفتها إسرائيل أخيرا إرهابية، كما القوى السياسية والمجتمعية، في تشكيل واحدٍ من أقوى المجتمعات المدنية في المنطقة العربية. ومنذ وقع الاحتلال عام 1967، أدّت دورا بارزا في إسناد صمود المجتمع الفلسطيني.