مع بداية العام الجديد، انتشرت دعوةٌ للمشتغلين في مجال الثقافة إلى الإضراب عن التعامل مع المؤسّسات الثقافية الألمانية، احتجاجاً على قمعها التضامن مع فلسطين.
عن دار "ترانسكريبت"، صدر حديثاً كتاب جماعي بعنوان "أن تكون مسلمًا في الخطاب الأمني" وهو عمل تنتمي مقالاته إلى حقل الدراسات التطبيقية عن العنصرية. يرصد الكتاب كيف يتعايش المسلمون في أوروبا مع أطروحة أمنية مفادها أنهم يمثّلون خطراً دائماً على المجتمع.
بعد التفشّي العالمي لفيروس كورنا المستجدّ وما تبعه من حجر صحي صارم في إطار الاحترازات المعمول بها، اضطرّت المتاحف في معظم أرجاء العالم إلى إغلاق أبوابها منذ أزيد من سنة، وقد تكبّدت خسائر مالية جرّاء الإغلاق المستمر.
ما الذي يجعلنا نتذكّر (أو ننسى) بشكل منتظم شخصيات ثقافية وأحداثاً جمعية مؤثرة وأعمالاً أدبية وتيارات فكرية، بل ومراحل تاريخية بأكملها، جاعلين منها أماكن رمزية لذاكرتنا؟ ومن خلال ذلك هل يمكن أن نحكم هل الثقافة العربية ثقافة تذكّر أم ثقافة نسيان
إذا كان لكلّ شعبوية متخيلاتها الخاصة التي تسعى إلى نشرها، فإن لدى الشعبوية اليمينية في أوروبا متخيلات فوقية عن الذات والآخر، تتقاطع مع محتويات انغلاقية لا تزال حاضرة في الذاكرات الجمعية للعديد من المجتمعات، حتى التي لم تشهد حركات هجرة.
لم يأخذ المكوّن الذاكري حقّه ضمن النقاش الفكري العربي لمفهوم المثقّف العربي في علاقته بمحيطه الثقافي الذي ينتمي إليه بوصف هذا الانتماء شرطاً لا محيد عنه للمثقّف، فلا مثقّف من دون ثقافة، والانتماء الثقافي هو أيضاً انتماء لذاكرة الثقافة.
"هاندكه أفسد عليَّ فرحتي بهذه الجائزة"، بهذه الكلمات وجّه الروائي الألماني الشاب ساشا ستانيشيش بدوره نقداً شديد اللهجة إلى الفائز أخيراً بجائزة نوبل للآداب، ويقصد "جائزةَ الكتاب الألماني" التي حازها يوم الاثنين الماضي بعد خمسة أيام على فوز هاندكه بنوبل.
كان من البديهي أن يخلّف خبر فوز الكاتب النمساوري بأشهر جائزة أدبية عالمية انتقادات تعود إلى مواقفه السياسية المنحازة ولا سيما للصرب في حرب البوسنة، والتي يصفها الكثير من منتقديه باللاأخلاقية واللاإنسانية، حتى أنّ بعضهم اعتبر بأنه لا يستحق الجائزة.