<div>مدون سوري.. حاصل على إجازة في العلاقات الدولية.<br />أؤمن بحرية الإنسان والسعي نحو بناء دولة مدنية يسودها العدل والمساواة، وتقف من الجميع على مسافة واحدة.</div>
لم يصدمني هذا "الاحتفاء الحزين" برحيل حاتم علي، بقدر ما صدمني رحيلُه نفسه. ولعل كلمة "احتفاء" لا تصلح للحديث عن الغياب، فهيَ إنما تُستخدم للحديث عن الحضور، وهذا مُبرر استخدامها..
عندما نتمعن قليلا في هذه المفردة المختصرة جدا "العزلة" ستبدو لنا كلمة باردة، فارغة من أي إحساس. وهذا قد يبدو صحيحا، فهي انعكاس لجوهرها المفضي إلى معان كثيرة؛ كالوحدة، والسجن، والكآبة، والاغتراب، وحتى الموت..
اليوم نقف للمرة السادسة، لننظر بعيوننا وقد اتسعت أحداقها، لننظر ونرى كيف استطاع زمن الخيبات هذا أن يحشونا جميعًا بالغاز، لكننا تعايشنا معهُ وأخذ سُمهُ يفتك بنا دون أن يُميتنا، تركنا أمواتًا لكن على قيد الحياة..
اليوم نلتف حول موتك، نصغي لصوت رحيلك، كما كنا نصغي لصوت غنائك، نلتف حول غيابك كما التففنا حول حضورك.. فقُل لنا أيها الساروت، كيف نرثيك، وأي المراثي يمكنها أن ترقى لمنزلتك؟