استطاع الشاعر الفنزويلي، الذي نال الشهر الماضي "جائزة ثربانتس للآداب" أن يسمو بشعره وبذاته، وأن يتغلب على الهزيمة والإخفاق والمنفى، فقد كان مثالاً لشاعر لا يتساهل مع نفسه، معتبراً الشعر الطريقة المثلى لتركِ شهادة دقيقة عن حياة الإنسان.
أمعن بلاغ الوزارة في تجاهُل واحتقار وإهانة الفنّان أحمد جواد، حتى بعد الحادث المأساوي بعدم ذِكْر حتى اسمه، وهذا وحده يلخّص سياستها؛ سياسة التجاهل والتهميش والاحتقار والعِقاب الجماعي للكُتّاب والشعراء والمفكّرين والفنانين المغاربة.
عن عُمر يناهز 91 عاماً، رحل في مدريد، يوم الجمعة الماضي، الروائي والناقد الأدبي التشيلي خورخي إدواردز، بعد مسيرة أدبية وقّع فيها عشرات الأعمال السردية، كان من أبرزها سيرة حياة مواطنه الشاعر بابلو نيرودا، والتي صدرت بعنوان "وداعاً أيها الشاعر" (1990).
بصفته سكرتيراً لوزير التعليم فرناندو دي لوس ريوس، قام الشاعر الإسباني بزيارة إلى منطقة الحماية الإسبانية بالمغرب نهاية 1931. فهل كانت الخطابات التي حرّرها للوزير أثناء تلك الرحلة من الأسباب التي أدّت إلى إعدامه بعد خمس سنوات؟
إذا كان الكاتب محمد المرابط قد غادر المغرب عام 2002، منتقلاً إلى مدريد التي ستصبح مدينةَ عيشه، فإن المغرب لن يغادر كتاباته، ومنها روايته الثانية، التي حازت نهاية العام الماضي "جائزة مالقة للرواية"، وصدرت هذا العام تحت عنوان "شتاء الحَساسين"
طَبعت أعمالُ الروائي الإسباني لويس لانديرو، الذي حاز أخيراً "الجائزة الوطنية للآداب"، السردَ الأدبي الجديد في بلاده، واحتلّت مكانة بارزة في هذا المشهد الذي وُلد في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي.
أن يتنبّأ شاعرٌ بمصيره ويرثي نفسه: ذلك ما حدث مع لوركا، في إحدى القصائد التي كتبها بنيويورك لكن لم يتضمّنها كتابه "شاعر في نيويورك"، وعثر عليها أحد الذين حقّقوا كتبه. كما أن الأمر نفسه، أمرُ استشراف الموت في قصيدة، حدث مع الشاعر أنطونيو ماتشادو.
تنصبُّ أعمال الروائية الإسبانية الراحلة ضمن مسارٍ أخذ على عاتقه مهمّة فضح جرائم الدكتاتورية وإعادة الاعتبار لضحاياها. مؤخّراً، منحتها "جامعة قادش" الدكتوراه الفخرية، كما سمّتها بلدية مدريد "ابنةً مفضّلة"، وأطلقت اسمها على أحد شوارع المدينة.
برز اسم الباحثة الإسبانية الراحلة، على الساحة المغربية، في بداية الألفية الثالثة مع الخلاف على جزيرة تورة، حيثُ مضت ضد التيار الشعبي الذي كان يؤجّجه الحزب الحاكم في إسبانيا، كاشفةً عمق المطامع الاستعمارية من خلال استعراضها الوثائق التاريخية.
يتّخذ الكاتب المغربي من كتاب لأبي حيان التوحيدي محوراً لروايته. بسبب اعتقاد بأنّ لعنة تتعقّب من يقرأه، سيتجنَّب بطلُ الرواية قراءة "مثالب الوزيرَين"، حتى وهو يكتب بحثاً عن مؤلّفه. لكن، من سيعترض على فكرة القفز عن قراءة كتاب قاتل؟