في رحلتي المحفوفة بالمخاطر إلى الضاحية الجنوبية كنت قد جلبت معي حقيبة متوسطة لوضع الكتب فيها، وكنت أتوقع أن تسع كتبي وكتب أبنائي، إلا أنّ هذا الأمر لم يحصل.
المثير للاستغراب والألم في الوقت نفسه، أن نصنّف من يقف بجانب مظلمة الشعب الفلسطيني، بهويّته المذهبية، لكي نحكم على نياته؛ هل هو صادق أم لديه نيات أخرى؟
اختارت "العربي الجديد" الانحياز لمقاومة الشعب الفلسطيني في غزّة والضفة، وشكّلت منبراً لنقل معاناته وتضحياته وبطولاته، وعملت على فضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
في روايته "قناع بلون السماء" استطاعَ باسم خندقجي المعتقل في السجون الإسرائيلية أن ينطلق حرّاً، بعيداً عن أسوار السجان الإسرائيلي. هنا إطلالة على الرواية.
فيما يتظاهر الطلّاب في الجامعات الأميركية دعمًا لغزّة، لم تغادر السلطة الفلسطينية مربّع المواقف الفارغة من أيّ مضمونٍ فعليٍ، يمكن أن يُحدثُ أثرًا على الأرض.
ما يجري في غزّة من تدمير ممنهج، ومجازر متتالية، تعبير حقيقي عن حالة انتقام أسود يرتكبه الاحتلال ردّاً على فشله الذريع والمخزي، أمام إنجاز المقاومة الجبّار.
في مقابلته مع المذيعة البريطانية جوليا هارتلي بروير على قناة "توك تي في" نجح الدكتور مصطفى البرغوثي في فضح منظومة الإعلام الغربي وآليات عملها المنحازة لإسرائيل.
يوماً بعد يوم تضيق الخيارات أمام الفلسطينيين في قطاع غزّة الصامد، في ضوء حديث متواتر عن التهجير القسري للسكان تحفل به صحف وتقارير لا يبدو نشرها الآن بريئا أبدا.
لا أبالغ بالقول إني ما زلت إلى الآن، وربما كلاجئين فلسطينيين وعرب، ما زلنا نعيش ما أطلق عليه حالة "الدهشة والغرابة..والأمل الذي كان بعيداً وأشبه بالمستحيل" في أيامنا هذه من معركة "طوفان الأقصى".