لا يغيب عن الروائي الألباني ووزير الخارجية السابق احترامه للمكوّن الإسلامي في هويته، ولا يعنيه كون أوروبا البيضاء ترى تناقضاً جوهرياً بين الإسلام وأوروبا.
هو تحدّ كبير تواجهه الثقافة العربية، لأن الإلغاء والإقصاء الذي يمارسه الطرف الأوروبي بحقها لم يكن سافراً إلى هذا الحد كما في هذه الأوقات. وهو ما يجعلنا مواجهين بأسئلة ثقافية تتخطى جدل مسألة مقاطعة "معرض فرانكفورت للكتاب".
تفتح المؤسّسة الثقافية الأعرق في البلاد أبوابها لـ"شاعرة" رديئة من مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي، بينما تنغلق بشدّة أمام مثقّفين من أبناء الإسكندرية وخارجها، لمُجرّد اختلافهم مع المسلك الثقافي الذي تنتهجه المكتبة.
في "بيت السنّاري" بالقاهرة، يجعل المُترجم المصري من حكاياته مساحةً يتواشج فيها الخيال الشعبي بالتاريخ، بطريقة تفاعلية تقرّب الصغار من الفنون، حيث يقص الحكايات الشعبية في لقاء أسبوعي طيلة أشهر الإجازة، في برنامج صيفي يحمل عنوان "صنّاع الغد".
في محاضرته "أصوات القاهرة. خطط السماع ومعاهد التلاوة والغناء" التي ألقاها في "دار الأوبرا المصرية" الاثنين الماضي، يؤرخ الباحث المصري عبد الرحمن الطويل لفني التلاوة والغناء في مصر، حيث نشأت ظاهرة القرّاء المطربين في 76 هجرية واستمرت إلى العصر الحديث.
جئتُ إليكَ لتنزعني من نفسي / لا لترشدني لساعة من اللذّة / ضيّعتُها وأنا أتأمّل سفاهات الوحدة. تقول إنّني ضيّعتُها / لكنّني كنت أفكّر في الكيفية التي أسعى بها وحيداً من غير وحدتي / أن أسير في الشوارع وأشير إلى عابر رمادي.
كثيراً ما أربك كتاب "الإشارات الإلهية" قرّاءه، ومن ذلك نسختان معاصرتان، ففي الأولى انشغل عبد الرحمن بدوي بدراسته بمرجعيات الفكر الغربي الحديث، فيما تناولته وداد القاضي من زاوية الجنس الأدبي واجتهدت في إجلاء المخاطَب الذي يتوجّه له التوحيدي بعمله.
في كتابه الذي صدر، مطلع ثلاثينيات القرن الماضي، نحا طه حسين منحى جديداً في الكتابة التاريخية الدينية؛ حيثُ تناول السياقات النفسية والاجتماعية في السيرة النبوية، مُغلّباً حضور الإنسان على الحدث التاريخي، لتحبيب قراءة كتب السيرة والأدب العربي القديم للقارئ المعاصر.
رغم أن كتاب "حياتي" سيرة ذاتية أساساً، إلا أنه يحمل في طياته سيرة أوسع للحياة الاجتماعية والثقافية في مصر، بين نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين، ويمكن إعتباره إحدى العلامات المهمّة في إبراز التناقض بين التقليد والتحديث.
في كتابه "غذاء للقبطي"، يكشف الكاتب المصري شارل عقل الحُجُب عن تلك الحياة القبطية المستترة عبر عالم المطبخ القبطي وتفاصيله وعاداته الغذائية، باسطا إياها بمهارة محب للطعام وطاهٍ خبير كما يبدو من ثنايا كتابه، إضافة لإلمام واسع بالثقافة القبطية.