لا يواجه الكاتب الجزائري والعربي أيضاً حملات التسفيه فقط، ولا يعاني من سوءِ توزيع الكتاب وضعف المقروئيّة فحسب، بل هو كذلك مهدد بسببِ ظاهرة اللاقراءة والتنمّر الإلكتروني. ثمّة ديكتاتوريّة اجتماعيّة ذات طابع رعاعي تخنقُ الكتّابَ والفنانين، باسم الدينِ والتاريخِ والفضيلة.
يتفوّق "معرض الجزائر للكتاب" على "معرض فرانكفورت" من حيث عدد الزوّار، وهي ظاهرة محيّرة في بلد يشتكي كتّابه من ضعف المقروئية، إذ لا يبيع "كبارهم" ألف نسخة من إصداراتهم، في وقت يُثبت القرّاء المفترضون أنهم أكثر اهتماماً من الألمان بالقراءة.
اصطناع "الدخول الأدبي" مناسبة مهمّة للكتّاب لانتزاع مساحة من الحياة العامّة والتأسيس لتقاليد جديدة، لكنّه يعرض مشاهد محزنة؛ كمشهد كتّاب يبيعون إصداراتهم في المعارض ويتلقّون مقابلها من قرّاء محتملين، أو مشهدهم وهم يلوّحون بأغلفة الكتب استجداءً لقرّاء لا وجود لهم.
لا تزال كتابة تاريخ الثورة الجزائرية تثير الجدل، ليس في الجزائر وحدها، ولكن في فرنسا كذلك، ربما لأن الأمر يتعلّق بأحداث قريبة لا زال فاعلون فيها أحياء باستطاعتهم التعليق على الأطروحات، فضلاً عن أن الثورة أخذت بعداً أسطورياً وعاطفياً.
باستثناء حفل الافتتاح وحفل تكريم وردة الجزائرية، وتظاهرة "أيام الفيلم العربي المتوّج"، لم تستقطب عاصمة الثقافة العربية أسماء ثقافية وفنية وازنة. حتى الآليات التي كانت تستكمل عمليات الترميم والتزيين اختفت تماماً كما لو أنها شعرت بالضجر.
