لماذا احتملنا كلّ هذا الهشيم ونحن نحكُّ خدّينا/ كفراخ اليمام تذوي تتلمّس حظّها في محاولات الطّيران/ ساقانا الغائرتان في غيمٍ تُقلّبان الحيرة في اجتياز الماء لأعلى/ وتجزّئان القواميس في كؤوس العنب لحساب اقتراف اللّغة/ أو توزّعان الشّبق في ستائر الأم.
باتّساع الميدان/ يُصوّب طلعت حرب عينَيه/ على "الكوبلز" المتناثرين/ كأنهم أزهار بنفسج أوّل الربيع/ أو رائحة الغضب المتروك زمناً في التفاصيل/ في نقطةٍ بين ذراعه ومسقط نظره/ مروراً بمداخل صبري أبو علم وقصر النيل/ سقط ملائكةٌ كثيرون دفعةً واحدة.
لأنّ الشّعر ينضح من العدم سأجمّد عدمي في قوالب ثلج/ أُخرجها وقت الحاجة فتلد غاباتٍ من صنوبر وبلّوط وكستناء وخوخ/ أوزعها على طارقي الأبواب والحاجات والصعاليك/ أمّا القشور فسأعوّذ به سلالمي وأوطّدها بالأرواح الشرّيرة.
في خان الخليلي علّقها بائعٌ مع معروضاته بعد أن وضع فيها لمبةً خافتةً من الداخل/ ياه كم بدت رقيقة / صارت مناسبةً لمدخل بيت حسام علوان في المقطّم/ أو لمدخل فندق في تشياباس وتحتها تمثالٌ ضخم للنمر الأسود.
يطير النوم كالعصافير/ ألحق به على عجل/ لأكنس لهم الطريق/ فيأخذني بين جنبيه كأنني ابنته/ يا أبي، أبقني عندك فأنا لا أريد العودة/ والترحالُ مضنٍ/ وعيناي مفتوحتان منذ زمنٍ/ لكنني لا أرى سوى ظلي/ الذي لا يتوقف عن اللحاق بي.
الملامح المتباينة التي تكتظ بها المدينة الصغيرة تعزّز شعورك بالأمان والألفة وستجد حتماً من بينها ملمحاً يشبهك أو يتقاسم ملامحك حتى لو كانت إقامتك فيها لا تتجاوز أصابع يديك. وإن كنت مثلي مولعاً بالتفاصيل فستأتيك التفاصيل راغبةً ويسكن فيك المكان.
قد يقول الأرسطيّون/ هذا العالم لن يصلح برمّته طالما اندفعت قوانين الطّبيعة إلى اليابسة وظلَّ بنعلٍ واحد/ لكنّ رجلاً وامرأةً يتدلّيان من سقف العالم بلوثةٍ وشغفٍ
جديران بقلب الأقطاب واستنبات البداهة/ وتعريف إحداثيّاتٍ جديدةٍ تُقصّر المسافات.
لماذا يربط الإقطاعيّون أوهامنا مع كتلهم الإسمنتيّة وقراهم السياحيّة/ غيِّر عتبةَ بابكَ أيّها المسكون بأوهام الحبّ والآثام/ ابنِ لك بيتاً في حقول ألف ليلةٍ وليلة
عند شفير الجبال على مقربة من جانبي الشكّ واليقين/ لن تهويَ استبانات المسح والاستقصاء.