لا يزال تجمّع اللجوء الفلسطيني يحمل اسم "المخيم" رغم عدم وجود خيمة واحدة فيه. ولا يزال الاسم يحيل إلى المؤقت رغم مضي أكثر من سبعة عقود على دقّ أول وتد في تلك الأرض.
حتى لو قلتَ إنها الصدفةُ بطلةُ حياتِكَ، وهي التي أوصلتك بكامل أعضائك تقريباً إلى مدينةٍ سبقك إليها كثيرون، فقد اصطدتها باسمكِ المستعار الذي لم يُثر خلوُّه من فصيلة الدم انتباه أحدٍ، أو بالحِيَل التي تعلّمتها باكراً في دساكر القيظ والغبار.
نقرأ، عادة، أخبار الـ "درونز"، في حرائق العالم العربي التي تأبى الانطفاء. لكن ها هي تأتينا، بنفسها، بخبر سار، هذه المرة من بترا الأردنية، مع الكشف عن مرافق ضخمة مطمورة تحت التراب.
بدا الربيع العربي كأنه إنقاذ للقضية الفسطينية رغم محليّة حراكه وشعارته. كنا نفهم القضيّة، قبل هبوب الربيع العربي، باعتبارها بنيوية في الحياة العربية، المصرية والمشرقية على وجه الخصوص، فهي تسكن، بهذا المعنى، أيَّة إرادة تصبو للتغيير.
لم تغيّر هذه الأرض مكانها. إنها لا تزال حيث هي، ربما ارتفع مستواها عن سطح البحر قليلاً/ ذلك ما تقوم به عظام الأسلاف عادةً، ولكنها لم تغير موقعها/ فليس من عادتها الترحال. لم يعد جامعو الحلزون يحصدون الأرجوان لثياب الكهنة...
أثبتت الحفريات التي تمت داخل أسوار أم الرصاص أنها كانت مأهولة بالسكان منذ العصر الحديدي الثاني (السادس قبل الميلاد) حتى الخلافة العباسية، وتعاقبت عليها أطوار وحكام وديانات.