أي حرب اليوم ربحها أو خسارتها تمر عبر "الإعلام"، والقول بسلطة الإعلام ليس من باب المبالغة بل هو يقينا بأهمية وهيمنة وانتشار هذا الوحش، وحرب الإرهاب كما أي حرب يشكل فيها الخطاب الإعلام بمختلف آلياته أغلب ملامح الصورة.
لقد ساهمت المرأة التونسية في مسيرات النضال الوطني المتعددة فكانت خير شريك لمواطنها الرجل، ولعلنا نستطيع أن نذكر هنا مساهماتها الفاعلة في مسيرة الاستقلال وحربها مع الرجل من أجل طرد المستعمر الفرنسي إضافة لوجودها بالصفوف الأولى للثورة التونسية.
لعل محمد الحنشي الجريح الذي تحول إلى شهيد بفعل الإهمال والتجاهل الممارس من قبل مؤسسات الدولة ليلة 26 فبراير/شباط، يجسد الصورة المثلى لهذا الجحود، ليقتل الشهيد مرتين
يضحك وجهك ويسخر من أخطاء المسافات، يعبأ السقوط الفاخر وبحركة واحدة نصف دائرية يفجر جسد الطريق بالغابات الخضراء، يقلم أظافر البكاء، البكاء الذي تعلق بحبال رهان المتاهات.
مرة أخرى تثبت الصحافة التونسية تعاطيها غير المسؤول مع صور الإرهاب وتعديها الصارخ بحق الضحايا وذويهم. فقد فاجأنا التلفزيون الرسمي بعرضه رأس الطفل الراعي، مبروك السلطاني، وتكرر الأمر في جريدة أخبار الجمهورية.
استطاعت التونسيات أن تكسبن رهان الحضور ليسبق حضورهن نظيراتهن العربيات قناعةً بأنهن مشاركات في الحياة وصاحبات المسؤولية اجتماعياً وثقافياً وتربوياً وسياسياً، وأن الديمقراطية شرطها الأساسي هو المساواة
أي سخف أكثر من أن يتحول الأدب إلى "فرض" على الذائقة؟ أي مهزلة أكثر من أن تصبح الأسماء جوهر النقد لا "النص"؟ أي انحطاط أكثر من أن تتحول الثقافة إلى سوق؟