مهما يكن السبب، فإنّني لا أجد في الشعر الأندلسي لوعة الروح، وضياع نفس الشاعر والعطش الذي يبقى أبداً دون ارتواء وشبع ورضا؛ شعر فراغ وراحة لدى شعب منغمس في تجربة يكشف عنها بكلمات مشتبكة مزوّقة.
يُصرُّ الناجون من المجزرة أنّه كان باستطاعة حياة أن تنجو. والحقيقة، أنّ الكثيرين كرّروا القول إنّها هربت حقّاً من المنطقة ذات الخطر المباشر، ولكنها رجعت لتساعد رجلاً جريحاً. إنّي أصدّق هذا القول تماماً.