ما أصاب أبو خليل القباني من منع وملاحقة طيلة مسيرته الفنّية خلال القرن التاسع عشر، سيتكرّر في زماننا وإن بشكل مختلف؛ حين تولّى أيديولوجيون تأويل سيرته وتأطيرها.
خطر "الصحوة الضميرية" يتمثّل في اعتبار أنّ رؤية الكاتب أو الفنّان ليست مدخلاً لفهم أدبه، وإنما ما عبّر عنه من آراء سياسية، ما يشكّل حُكماً مسبقاً على قيمة فنّه.
تعني الدعوة إلى تفعيل دور المحرّر في دُور النشر وعدم اقتصاره على تصحيح الأخطاء اللغوية أنّ الكاتب بحاجة إلى دليل في غابة النشر، ولا يصحّ أن ينفرد وحده بالكتابة.
ملخّص للموقع: التعامل مع السلطة بحجّة التفاهم معها، خطر على المثقّف، ويفقُد نفسه في حال لم يتّخذ من السلطة موقفاً نقدياً، وإلّا لم يكن مثقّفاً، بل موظّف لديها.
لم ينته دَور المثقف، ما زال لديه الكثير من العمل، لكن عليه أن يُؤمن بنفسه وبضرورة التغيير، وليس من أجل منفعة أو جائزة تهدف السلطة عبرها إلى إفقاده روح المبادرة.
لا شكَّ أنّنا يوماً سنحظى بنُقّاد يكتبون عن هؤلاء الرُّوّاد وغيرهم، فالروائيون بحسب زعمي، لا يصلحون لتقييم روائيّين مثلهم، لا لسبب وإنما لأنهم أسرى أعمالهم.
المجرمون الذين حكموا العالم أمس، ويحكمونه الآن، والمرشّحون لحُكمه في المستقبل، جاؤوا من المدارس والجامعات والسياسة والكلّيات الحربية... أي من القراءة والكتب.