ستون عاماً منذ صدر العمل (1955)، وما زال اسم كلود ليفي شتراوس مرتبطاً به رغم وضعه أكثر من ثلاثين مؤلفاً. جمع الكتاب بين البحث الميداني والرؤية الفلسفية، وكان كمن يقلّد الذاكرة في الاستعادة والتأمل، فجاء مركباً ومتداخلاً رغم التقسيمات الظاهرية.
حين تحضر المهرجانات المخصّصة للمسرح الجامعي في المغرب، أو تشاهد عروض الفرق الشبابية، ستجد نفسك في الغالب أمام نصوص مكتوبة بروح الإبداع. أمّا حين تسأل المشاهد المغربي، فلن تجد لديه من أسماء الفرق والممثلين سوى ما يظهر على التلفزيون.
موتك لا يعني شيئاً مثلما حياتك أصلاً لا تعني شيئاً. بلداننا العربية حسمت المسألة باكراً، كما أشار عبدالكبير الخطيبي خلال الثمانينيات في العدد الأخير من مجلة "لام ألف"، بأن المثقفين والمفكرين لم يعد لهم شأن في هذه البلدان.
منذ كتابه "نحن والتراث" (1980) وحتى سلسلة "نقد العقل العربي"، وضع المفكر المغربي، الذي تحل ذكرى رحيله الخامسة اليوم، التراث على كرسي المساءلة، وظلّ رهانه على تجديد الفكر العربي الإسلامي وبنائه من الداخل.
العام الماضي صُنّفت المغرب ثاني دولة عربية بعد مصر من حيث الإنتاج السينمائي، بما يفوق عشرين فيلماً طويلاً ومائة فيلم قصير في السنة. المفارقة هي أن تكون الوجهة الأولى في المنطقة العربية لمخرجي العالم؛ دون قاعات سينمائية.
ما نجده في مجموعة الشاعرة المغربية "ربع قرن من النظر"، ليس القلق الذي يؤدي وظيفة شعرية، بل حالة عميقة، كلمات فيها انعكاس صادق لما تعيشه الكاتبة. مجموعة تعيد إلى أذهاننا تجارب شاعرات تركن نصوصاً كانت وراءها طاقة كبيرة من الألم.
ما يروّج له الناشرون والنقّاد وأهل الإعلام، هو أن القارئ لم يعد يُقبل على الشعر، سواء كان جيداً أو ضعيفاً، وأن الزمن صار "زمن رواية"، هو مجرد خدعة صدّقها الجميع، وكانت النتيجة، هي ما نراه اليوم من تهافت على الرواية.
ينظر معظم القراء العرب إلى الأدب الغربي واللاتيني بانبهار تتفاوت درجاته. غير أن هذا القارئ يعجز عن الحديث عن الأدب الأفريقي بالحفاوة نفسها. لا نعرف، في الغالب، سوى الكتّاب الأفارقة الذين وصلوا إلى "نوبل" أو المشهورين في أوروبا وأميركا.
ليست "رباعيات الخيام" وحدها ما يجمع أم كلثوم بالمغاربة. كوكب الشرق، التي زارت المغرب في ستينيات القرن الماضي وقدمت ثلاث حفلات فيه، ما تزال حاضرة، حتى اليوم، في مقاهي البلد وحاناته وأزقته القديمة.
ستعلن بعض الجهات عن جوائز للرواية، وأخرى قليلة جداً للشعر، وسيتقدّم المترشحون، ويكتب في الصحافة المحتجون، وستتأجج النيران ثم تهدأ، ويدرك الجميع في نهاية العام أن تلك الجوائز لن تفيد الأدب بشيء، ثم ينسون ذلك مع بداية العام الجديد.