عبد السلام المساتي

قرر المغرب سحب سفيره من السعودية رداً على تقرير مستفز بشأن قضية الصحراء المغربية بثته قناة العربية السعودية قبل أيام. والحقيقة أن الخطوة ليست مفاجئة، كونها تحصيل حاصل لتراكمات كثيرة بدأت تطفو على السطح منذ فترة ليست قصيرة.

سيظل عبد الفتاح السيسي في الحكم في مصر أطول مدة ممكنة، ولن يغادر سنة 2022 لأنه مدعوم من تل أبيب، لذلك فهو لن يتزحزح من على كرسي الرئاسة إلا إذا اختار الشعب المصري أن يُحدث الفرق كما أحدثه سنة 2011.

التأمل في الأحكام التي تدرجت تصاعدا من سنة إلى عشرين سنة في المغرب يجعلنا نفهم أن الدولة تحاول الإساءة إلى حراك الريف، وأن تنحرف به عن مساره الاجتماعي نحو المساس بالدولة وأمنها واستقرارها.

الدولة المغربية ملزمة بإعادة بناء جسر الثقة بينها وبين الشعب، وهو جسر لن ينبني على علاقة مباشرة بين الطرفين، بل لابد من وسيط حقيقي، له نصيب من المصداقية لدى الشعب، ويجب أن يصاحب هذا الوسيط مشروع تنموي حقيقي.

ليس من أبجديات التحالف الحكومي الناجح أن تكون كل مكوناته ذات خلفية إيديولوجية موحدة، أو ذات مشروع سياسي متقارب، ولكن من أبجدياته ألا يكون الاختلاف السياسي جذريا بين أحزاب هذا التحالف، وألا تكون الهوة بينهم بحجم لا يمكن لمّه.

آن الأوان لتفهم الشعوب العربية أن مصالحها لا تشبه مصالح حكامها، بل تتناقض تماما، بحكم أن مصالح هؤلاء الحكام تتلاقى ومصالح قوى خارجية لا تريد خيرا لهذه الأمة العربية، وتسعى إلى خرابها وخراب هويتها وثقافتها وأديانها أيضاً.