يقال إن الفنان مرهف الإحساس، يأتيه الإلهام من هنا أو هناك، حتى ادعت العرب أن لكل شاعر شيطانه الذي يقذف في روعه سحر الكلام، فيصوغه الشاعر كلاماً أخاذاً يلوي الأعناق، ويستميل القلوب.
إنه لأمر عجب أن يُخشى على الدين من هند أو دعد، وهي تركب ناقتها، ذاهبة آيبة، ولا يُخشى عليه من منجنيق أعدائه الذين يهدمون معالمه، وينسفون مآثره، ويستبيحون حرماته، ويتربّصون بأهله الدوائر.