يتساءل الإنسان الفلسطيني والعربي البسيط المجروح الوجدان بالعجز وخيبة الأمل: إلى أين؟ وهو بين مكذب ومصدق أن "مزاد التصفية" هذا يتناوله على مرأى منه، وأمام عينيه!
نتابع، في هذه الأيام، وباستغراب شديد، الورقة البحثية المهمة التي ناقشتها حركة المقاومة الإسلامية، "حماس"، في اجتماع كتلتها في المجلس التشريعي أخيراً، والتي طالبت باجتثاث ظاهرة التنسيق الأمني و"النهج الحاضن لها برمّته"
كان ملفتاً أن سعيد صيام، وزير الداخلية الفلسطينية، هو الذي يرعى المقاومة، ويؤمّن التظاهرات والمسيرات، لا يقمعها، ويؤمّن عمل فصائل المقاومة، لا يقبض عليها ويعتقلها.
تواجه حـمـاس حرباً فلسطينية من فئة صغيرة، من بعض المتنفذين في حركة فـتح، ومن المحسوبين عليها من دعاة الانبطاح والاستسلام الذين فضلوا المتاجرة بدماء شعبهم وقضيته الوطنية، وكأن فلسطين أصبحت وقفاً كتب باسمهم، وليس لأحد أن يحل محلهم في إدارته.
لم تقفز حركة حماس وجناحها العسكري إلى هذه المكانة المرموقة من فراغ، أو بين ليلة وضحاها، بل يمكن القول إن هذه المكانة جاءت امتداداً طبيعياً لتاريخ طويل من العمل والمثابرة، وسجل حافل من التضحيات والشهداء والمعاناة.
التاريخ علمنا أيضـًا أنه ليست هناك حركة ثورية، تركت مُزَوِّري تاريخها، والمتآمرين على نضالها الثوري، يمرحون ويسرحون، ويرتكبون الإثم ويحكمون، ويتصدرون المسؤولية في مواقع الإدارة والتوجيه وجميع مرافق الحياة العامة.
يقول مقربون من القائد المجاهد، محمود أبو هنود، وأفراد أسرته، إنه كان يردد على مسامعهم أنه وهب حياته للجهاد، وأنه يأمل أن يسقط شهيدًا.وذكر شقيقه، مصطفى أبو هنود، أنه كان يقول إنه لن يعيش طويلاً، لأنه نذر حياته للجهاد.
فلنثأر لدماء شهداء شعبنا.. فلندفع عن أنفسنا.. ولن نبكي شهداءنا بعد اليوم.. بل سنردد جميعـًا:
لا تصالح ولو منحوك الذهب/ أترى؟/ حين أفقأ عينيك/ وأثبت جوهرتين/ مكانهما/ هل ترى؟/ هي أشياء لا تشترى