لم ترهب الشعب السوداني مآلات الانتفاضات والثورات العربية، لم يخشَ مصيراً قد يشبه مصير الشعب السوري الذي أراد له نظام بشار الأسد، ونظامٌ عالمي بات خطراً على البشرية، أن يكون عبرة لشعوب العالم في الخضوع.
انتفضت الشعوب، وثارت من أجل تغيير واقعها. وطالما أن هذا الواقع لم يتغير إلى الأفضل، بل ازداد وسيزداد سوءا على سوء، فإن هذه الشعوب، مهما كانت قسوة المآلات التي بلغتها، فإنها ستعود لتثور مجددا، فهل فهمت قوى التغيير الحقيقية الدرس؟
في الوقت الذي يرتفع فيه منسوب الفضائح في لبنان، وخصوصا منها المتعلق بالخدمات التي تمس مباشرة حياة ومصالح الناس، يخرج من القصر الجمهوري ما يزيد الأزمة الحكومية تعقيدا، ويزيد من حالة الانقسام والتوتر على الساحة السياسية.
جريمة مقتل الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، بهذا الشكل البشع حرّكت الرأي العام العالمي، وبات ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، في وضع حرج، إلى أن جاء رئيس حكومة لإسرائيل، بنيامين نتنياهو، بوساطته لدى رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب.
بينما تتصاعد الصدامات السياسية بين قوى السلطة اللبنانية، الصدامات التي يراد منها رفع مستوى التحريض الطائفي والمذهبي بين أتباعها، تتزايد الضغوط والتهديدات على القاع الاجتماعي، اقتصاديا ومعيشيا، وخصوصا على مستوى التهديدات البيئة والصحية.
ليست القوى المسيطرة على "السيستم" الحاكم في أميركا وحدها من يتلطّى خلف فجاجة الرئيس دونالد ترامب وقراراته، بل إنّ دول العالم تستغل هذه اللغة، لتمرير سياساتها وتحقيق مصالحها على حساب الشعوب.
يتشارك نظام عبد الفتاح السيسي في مصر مع نظام بشار الأسد في سورية، فالأخير أطلق الإرهابيين، واحتفظ بالناشطين السلميين وبناشطي الإغاثة والإعلام وقتلهم تحت التعذيب في معتقلاته، والسيسي لم يبخل أبدا في هذا المجال، ولو أنه أقل خبرة وأكثر فجورا.
لأن الحديث في ما ترتكبه قوى السلطة في لبنان بحق البلاد والعباد بات مكرورا، فإنّ الدعوة إلى استمرار التحرّك وتطويره ضد القمع وخنق الأصوات التي تعبّر عن صرخة المواطن المقهور في أحواله كافة، باتت أشدّ إلحاحا لمواجهة حملة تكميم الأفواه.