صوتها الطفولي يهمس في آذان أبناء الشعب. هناك مسؤولون في الوطن نهبوا كلّ شيء، لم يبق أمامهم سوى نهبنا نحن، لأننا في أدنى الترتيب، وحين يصرخ الشعب يقمعونه ويتبعون ذلك بلقمة منوّمة، وحين يسكت يتمادون في استهداف جيبه وقضم حقه.
حين نتحدث عن حزب، فنحن نتحدث عن مؤسسة، أي أنّ قراراتها تتخذ بشكل تشاوري، ولا يتخذها شخص واحد، أي أنّ رئيس الحكومة المكلف سابقا، عبد الإله بنكيران الذي لم يستطع تشكيل الحكومة، كان يمثل توّجهات حزبه.
.. قد يكون الشيخ خرج ظناً منه أنّ الساكنة تطالب بمستشفى السرطان الذي يفتقده إقليم الناظور والريف عموماً، من يدري، وربما لم يكن يعلم حتى ما يقع، فعزمه على المضي، على الرغم من صعوبة المشي يوحي أنه يعلم ما يجري.
ألا يعد منع إنتاج النقاب وبيعه تضييقاً على الحريات والحياة الخاصة للأفراد؟ أين المدافعون عن هذا الجانب مما يحدث؟ وإن كان اللباس يستغل لمآرب أخرى، فهل القرارات الارتجالية الحل؟ وما الضامن أن القرار لن يسفر نتائج عكسية، يجني عواقبها المغاربة؟
لن أنسى ذكر الحصار المفروض على المتظاهرين إعلامياً، بحيث شهدت مواقع إلكترونية إنذارات من السلطات، بمنطق "كن معي أو أنت ضدي"، وأغلقت إحدى القنوات الإلكترونية بمجرّد أنّها نقلت تصريحاً لأحد متزّعمي الحراك.
الأشكال التضامنية مع القضايا الإنسانية تشهد التفافاً جماهيرياً كبيراً، إلا أنّهم، وكما يجتمعون بسرعة، يعودون إلى بيوتهم بسرعة، وهذا يعلمه المخزن جيداً، فردود الأفعال لا تدوم طويلاً. ومهما طالت، سيتقلص عدد المتظاهرين ليبقى "النشطاء"، ويتم تكميم أفواههم.
تبرؤ وزارة الخارجية من تصريحات رئيس الحكومة، والقول إنّها تلزمه شخصياً، ولا تمثل السياسة الخارجية المغربية، يعطي مصداقية للقائلين إنّ أقصى ما تنتجه الانتخابات هو رئيس حكومة خاضع لجهات عليا.
لست ممن يقولون إنّ هذه الانتفاضات كانت خاطئة، ولم تكن كذلك مخططاً غربياً، لا أبداً. كانت لحظة غضب شعوبٍ سئمت من الاستبداد، وقرّرت اقتلاعه من الجذور، الشيء الذي لم يخدم مصالح الغرب في المنطقة، فسخر لوأد هذه اليقظة الغالي والنفيس
الحديث عن القيم، وعن حقوق الإنسان، لا يساوي شيئاً، إن لم تترسخ الأخيرة في الذوات، وإن لم تكن قناعات يؤمن بها أصحابها، لا أقنعة يرتديها من يشاء ومتى شاء، ليظهر بصورة لافتة فوق خشبة المسرح السياسي أو المجتمعي.
تضعنا خسارة كلينتون المفاجئة أمام أمرين، إمّا أنّ هناك غياب للمصداقية في استطلاعات الرأي التي أجريت، أو أنّ الانتخابات الأميركية، تتحكّم بها لوبيات تمسك بالمفاصل الحساسة في الدولة، وتساهم بشكل كبير في حسم الصراع كما أشرنا فيما سبق، أو كلاهما.