وقْفَة
حانَ الوقتُ
لأراجعَ
أوراقي.
تقولُ الشجرة
كلّ خريف.
■ ■ ■
أين كُنت؟
كنت في هذا البيتِ كالنافذةِ على الجدار،
هي هنا.. لكن حلمها طوال الوقتِ
في.. الخارج.
■ ■ ■
بيتٌ صغيرٌ جداً
لم أجد بعد الطّريق المختصرة التي توصل إليه،
ولا حتى تلك الطّويلة
كاحتضار.
لديّ بيت في مكانٍ ما،
أنا متأكدة من ذلك..
وإلى أن أجده؛
ستظل يداي
تجهشان كل ليلةٍ
بالمفاتيح.
■ ■ ■
لا جدوى
وها أنتِ
مثل نزيلٍ بدار عجزة استيقظ وندم
تُجرجرينَ قدميكِ
بين أروقة العالم،
وحيدة أيتها الكلمات
وحيدةً..
وقد خبا وميضك.
■ ■ ■
من أين جاء هذا الزجاج؟
كالقناني بعد انتهاء الحفلة،
أنت الآن خاو.
وهذا لا يعني أنك صرت بلا جدوى
مكانُك على حافة جدارِ العالم
حيث تأتي الأيام
الرديئة
بطلقاتها
وتتدرَّب
على التَّنشين.
■ ■ ■
مزاح ثقيل
ربّما كنا سعداء
قبلَ أن تأتيَ هذه الحروب
وتصرخ من الخلف في مزاح ثقيل
فتسقط الحياةُ
من بين أيدينا
وتنكسر.
■ ■ ■
نظرية التطوّر
بدأ الإنسانُ
منحني الأكتافِ
كوردة.
وانتهى مستقيم الظهر
كسكيّن.
■ ■ ■
اليدُ البالية
أحياناً ترتفعُ لتلوِّح
وقد كنت فقط تريدُ عدّ الباقي والانصراف.
في بعضِ الأوقاتِ تصفعُ بقسوة
فيما نيّتك الحقيقية،
كانَت وضعَها بحنانٍ
على كتف.
وربّما تفاجئك وهي تسقي زهرةً
في قلبِ
من خططّتَ طويلاً
لقتْله.
لا تخَفْ،
إنّها اليدُ تتذكّر ماضيها ولا أحد باستطاعته منعها من ذلك.
فما منْ إنسانٍ على هذه الأرض
كان أوّل من استعمَل يده؛
يتساوى في ذلك الجميع
لحُسن الحَظّ.
نتفهّم هذا جيداً،
نتفهّم أنّ الكميّة محدودة،
وعلينا تبادُل هذه الأيدي لآلاف السّنين
برضا كاملٍ وبلا تأفّف
مثلَ عائلةٍ فقيرة تمرّر بينها الملابس الرثّة،
فما نسمّيه خطوطاً
ليس في نهاية الأمرِ
إلّا
آثار الخياطةِ
لترقيع
اليدِ البالية.
■ ■ ■
الفخّ
صحيحٌ أنّ الألوان مبهجة،
لكني كالمنزِل في ديكورات المسارح،
بعد اجتياز البابِ..
لن تجد أيّ شيء.
■ ■ ■
Agrafeuse
فوق شفاهنا الصَّغيرة الباسمة
استقرَّ الدبوس الحديدي
حين ضغطتِ السكرتيرة ساهيةً على الكباسة
كي تثبت صورنا المدرسية.
الآن.. كبرنا
وكما كان متوقعاً
كلما حاولنا الكلام،
تقاطر
من أفواهنا
الصدأ.
■ ■ ■
ستشاهدون اليوم
مثل مسلسلٍ عربي،
لن نعرفَ إلا في الدقيقة الأخيرة
أنَّنا لم نكن أبناء الحياة.
ستكونُ الحياة نائمة على سريرها الخشبي
تتنفَّس بمشقَّة وتحتضر
حين ستعترفُ لنا أنَّها وجدتنا
مثل كُلّ اللقطاء
ليلاً
رُضَّعا ونبكي،
فيما كلابٌ ضالّة كثيرة
كانت فور أن تقرِّب أنوفها منَّا
تنبح مجروحةً
وهي تتراجع للخلف،
كأن حجارةً
صوبت نحوها.
■ ■ ■
على طريقة البيوت
نتقدَّم في السّن
على طريقة البيوت،
في البداية يظهرُ خطّ صغير على الوجه
لا يأخذه أحدٌ على محمل التّجاعيد،
ومع الوقت.. إذ تتفاقُم التصّدعات
تجمعُ الأسماء خائفةً أغراضها بسرعةٍ من رؤوسنا وتغادر
تاركةً خلفها
فراغاً
مهولاً
تبني فيه قوراضُ صغيرة
جحورها،
ولا تخرجُ منه إلّا حين تجوع،
كي تقضِم شيئاً ما في صدورنا
مصدرةً خشخشة تشتدُّ
معَ كلّ نَفَس.
إننا نتقدم في السن
على طريقة البيوت.
في النِّهاية يعرفُ الجميع أنّنا آيلون للسقوط
يشيرُ إلى ذلكَ
مرورهم السّريع
ونظرتهم التي تتوقّع الركام.
■ ■ ■
لماذا تأخرت؟
لماذا تأخرت؟
ذكرياتي التي ترتجف
تقول إن جبالاً
جليدية انهارت
في طفولتي
وسَدَّتِ الطّريق.
لكن.. افعل شيئاً
أرجوك،
فالقلبُ
الذي وضعتُه على الطاولة
كي تجدهُ ساخناً،
بدأ يبرد.
وأنين القطّة التي
تسلّى أطفال الحيّ
بعينيها طوال الليل؛
صار يستحوذ على دموعي.
افعل شيئاً
افعل شيئاً أيها الشّعر
ولا تتأخّر أكثر
فأنا.. لم أعد أتمالك يدي،
وقد أفتح الباب
في أيّة لحظةٍ
لأضع أمام القطة المرتجفةِ
هذا
الشيء
الصّغير
الذي
ينبض.
*شاعرة من المغرب