مِنْ خَرائبِ بابِلَ كان يَحْمِلُ كُلَّ ليلةٍ بِعَرَبَتِهِ كَلِماتٍ جَديدةً تَعْني الانْفِصالَ وكان يُرَكِّبُ ظُروفاً تالِفة. كان يَقول إنَّ هُناك مَلائكةً فاسِدين وإنَّ الأَنْهارَ تُعاقِبُ أولئك الذين قد تَنَكَّروا لِماءِ مَعْموديَّتِهِم المُقَدَّس.
كُنّا نَراهُ غالِباً يَجْري وَحْدَهُ حامِلاً الراياتِ في المَطَر، الذي هو الثورةُ الوحيدة الحَقّة. أحياناً كان يَرْكُضُ مَعَهُ كافكا.
■ ■ ■
هوَ قال: "السَماءُ هي مَقْبَرةُ الأَحْلامِ ونُجومُها شُموعٌ مُضاءةٌ أمامَ كَلِماتِنا المَشْنوقة. رَأَيْتُ الشَمسَ جامِدةً ومِياه الأُرْدُنِّ راجِعةً إلى الوَراء. لكنْ فَلْتَعْلَمْ: سَتَتَوَفَّرُ لَنا طَريقةٌ وليلة".
هو يُرْسِلُ كُلَّ ليلةٍ جَواسيسَ إلى حَديقتِكَ لِيُتْلِفوها ويُعَلِّقوا على نافِذتِكَ رِباطاً أَحمر. يأمُرُ الأَبْواقَ فتَتَهَدَّمُ الجُدْران. عَشَرةُ أَصْيافٍ مَيْتةٍ تُزادُ فَجْأةً على سِنيكَ والشاهِدُ الوحيدُ كَلبٌ ساكِن.
هو يُسَرُّ من جَديدٍ لأنّه نال شُهرةً ويجوب بِها الطُرُقات. إنّه يُحِبُّ، ويحِبُّ وسْطَ السِهام. سَتَتَوَفَّرُ طَريقةٌ وليلةٌ لِمَن يُريد.
* Dimitris Angelis شاعر من مواليد أثينا عام 1973، من مجموعاته الشعرية: "فيلوميلا" (1998)، و"مياه أسطورية" (2003)، "ذكرى سنوية" (2008) و"غزال ينتحب على سريري" (2015)، و"على وشك أن يكون إنجيلياً" (2017).
** ترجمة عن اليونانية: روني بو سابا