لا يختلف الحال عما هو عليه في محافظة البصرة المطلة على مياه الخليج العربي، جنوبي العراق، عن بقية المحافظات العراقية، وقد تكون الأسوأ في تاريخ البلاد لما تشهده من عمليات تجريف وتوسعة سكانية، فضلاً عن العوامل الطبيعية المتمثلة بالجفاف والتصحر.
كان السكان المحليون يتمتعون بالاكتفاء الذاتي في المناطق شاسعة المساحة التي تغطيها المياه العذبة في الأهوار، ويملؤون شباكهم بأنواع مختلفة من الأسماك ويربون قطعان الجاموس.
شهدت العاصمة العراقية بغداد ومدينتا ذي قار وديالى خلال الفترة الأخيرة، ولادات بتشوّهات خلقية، في ظل وقائع متكررة يرجعها مختصون إلى عدم وجود أي اهتمام أو دراسة لمعالجة التلوّث البيئي.
توقعت وزارة البيئة العراقية، تصاعدا خطيرا بنسب التلوث والملوحة في المحافظات الجنوبية للبلاد، بسبب أزمة المياه التي يعاني منها البلد منذ عدة سنوات، فيما لا تبدو أن هناك معالجات مهمة في هذا المجال.
أكد خبراء وباحثون أن أزمة الطاقة وتهديد الأمن الغذائي أحد التداعيات الرئيسية للحرب الروسية على أوكرانيا، إلا أنها أيضاً في جانب آخر منها كانت محركاً رئيسياً للحرب في ظل صراع دولي متصاعد على مصادر القوة.
آثار التغير المناخي يراها العراقيون في نهر دجلة جفافاً، بعدما روى جنة عدن وسومر وبابل عبر التاريخ. هو الآن يحتضر عطشاً، في بلد يبلغ عدد سكانه 42 مليوناً.
حذّرت وزارة البيئة العراقية من احتمال إخراج هور الحويزة المائي الواقع في محافظة ميسان جنوبي البلاد من لائحة التراث العالمي، بعد 5 سنوات على إدراجه فيها، وذلك بسبب موجة الجفاف التي تضرب العراق.
كلّ عام، يزداد وقع التغيّر المناخي في موسم الصيف العراقي الحارّ، على المزارعين ومربي المواشي الذين يجدون أنفسهم مرغمين على النزوح وبيع أراضيهم، بعدما نفق عدد كبير من مواشيهم وابتلعت المباني ما تبقى من أرض صالحة للزراعة.
قال الرئيس العراقي برهم صالح، اليوم السبت، إن مشكلة الملوحة باتت تهدد القدرة الزراعية لـ 54% من مساحة البلاد، داعيا إلى تأسيس برنامج وطني لإنعاش وادي الرافدين، وإلى حوار صريح مع دول الجوار لإنهاء أزمة شح المياه في البلاد.
بدأ البرلمان العراقي، اليوم الاثنين، حراكا جديدا تجاه الحكومة للضغط عليها بشأن حسم أزمة المياه مع تركيا وإيران، بعد قيام البلدين بسلسلة من المشاريع التي تسببت بتراجع إيرادات نهري دجلة والفرات في العراق إلى مستويات قياسية.