تتواصل الاشتباكات العنيفة بين فصائل المعارضة السورية وقوات النظام، في محيط إدارة المركبات المحاصرة، ومحيط مبنى المحافظة بمدينة حرستا، وسط أنباء عن سيطرة المعارضة على كراج الحجز شرق دمشق، في حين قصفت قوات النظام الأحياء السكنية في مدينة حرستا.
الأرشيف
عدنان علي
03 يناير 2018
محمود الوهب
كاتب وصحفي وقاص سوري، له عدد من المؤلفات والمجموعات القصصية
بدا الرئيس السوري يتجرّع كأس المذلة صاغراً، في مشهد يشير، بوضوح، إلى أنه استدعي إلى قاعدة حميميم التي هي قطعة من البلد الذي يحكمه، وأبوه من قبله منذ سبع وأربعين سنة، استدعي ليبلَّغ بما لدى الروس من أفكار.
تعكس المعارك التي تشنها الفصائل السورية المسلحة، بدءاً من ريف حماة الشمالي، مروراً بحمص ودمشق، ما يمكن وصفه بـ"معادلات عسكرية جديدة"، مع إعادة الاعتبار إلى الميدان وإثبات قدرتها على تشتيت قوات النظام والمليشيات التي تقاتل إلى جانبه.
تحقق المعارك المشتعلة في سورية، تحديداً في دمشق وحماة، أكثر من هدف، فهي من جهة تكسر محاولات النظام الترويج بأنه منتصر عسكرياً وبأن "مناطق سيطرته محصّنة"، كما أنها تنطوي على رسالة واضحة بأن الحسم في الميدان إذا تعثّر المسار السياسي.
استعادت فصائل المعارضة السورية، اليوم الثلاثاء، معظم النقاط التي كانت قوات النظام قد تقدّمت فيها شرقي دمشق، أمس الاثنين، ومنها كراج العباسيين والمنطقة الصناعية وشارع فارس خوري، وذلك في مستهل عمليات المرحلة الثانية من معركة "يا عباد الله اثبتوا".
استغلت قوات النظام السوري انكشاف المنطقة بين جوبر والقابون لشن غارات جوية وتكثيف القصف، لمنع المعارضة السورية المسلحة من تثبيت مواقعها، فيما أعلن "فيلق الرحمن" عن "إطلاق المرحلة الثانية" من المعركة، والتي قد تهدف لفتح جبهات أخرى في الغوطة الشرقية.
بائعو الفول، أصدقائي، غالبيتهم كانوا من ريف دمشق، من حزام خصرها المهمّش والمقهور، من داريا، والمعضمية والحجر الأسود، والمخيم، في ما مضى شاركتهم البلدية والمحافظ ووزير الإدارة المحلية، وربما حتى رئيس الدولة، في لقمة عيشهم، اليوم لا أعرف كيف ماتوا؟..
تعرّضت أحياء دمشق، صباح اليوم الجمعة، لسقوط أكثر من عشر قذائف هاون وقد طالت خمس منها، حيي الدويلعة والقصّاع، ممّا أدى لإصابة أكثر من ستة مدنيين بجروح، في حين استهدفت سبع قذائف منطقة العباسيين وجسر الكبّاس، ومدينة جرمانا بريف دمشق.