يُمكن توصيف تمديد معاهدة "نيو ستارت" بين روسيا والولايات المتحدة بـ"الأمر الإيجابي"، رغم أنه ليس كافياً لوضع حدّ لسباق التسلّح بينهما. في السياق، اعتبر مراقبون روس أن تمديد المعاهدة قد يُشكّل أرضية خصبة لتفاهمات مستقبلية.
أعلن الكرملين في بيان أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وقع اليوم الجمعة على قانون يمدد معاهدة "نيو ستارت" للحد من الأسلحة النووية لخمس سنوات، وهي آخر معاهدة كبرى من نوعها بين موسكو وواشنطن.
أنهى تمديد معاهدة "ستارت 3" أو "نيو ستارت" فصلاً متوتراً بين الولايات المتحدة وروسيا في ملف التسليح النووي. مع العلم أن المعاهدة ليست الأولى من نوعها بين البلدين، بل تمتد إلى سنوات الحرب الباردة والعلاقة مع سلف روسيا: الاتحاد السوفييتي.
صعّدت أميركا موقفها في استراتيجية الأمن القومي 2015 باعتبار روسيا عدوة لها، وفي رفع مستوى المخاطر بالإعلان عن استراتيجية نووية جديدة عام 2018، تهدف إلى تطوير رؤوس نووية ذات طاقة منخفضة، وبينت أن القدرات النووية الراهنة غير كافية لردع روسيا.
ينتظر مصير معاهدة "ستارت 3" للحدّ من السلاح النووي بين موسكو وواشنطن، مآلات انتخابات الرئاسة الأميركية بين دونالد ترامب وجو بايدن، علماً أن أياً منهما لن يكون بمقدروه تخطي ضرورة بلورة منظومة جديدة الأولوية فيها لردع الصين.
فيما لا تزال معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الإستراتيجية "ستارت3"، الوحيدة النافذة بين روسيا وأميركا بشأن الحد من الأسلحة، لا يزال مصير هذه المعاهدة التي تنتهي في فبراير المقبل مجهولاً، إذ حتى الآن لم تقرر واشنطن ما إذا كانت ستمددها.
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الجمعة، أنه لا يتوقع تمديد معاهدة "نيو ستارت" بين روسيا والولايات المتحدة المتعلقة بالحدّ من انتشار الأسلحة النووية.
تستأنف الولايات المتحدة وروسيا، اليوم الإثنين، في فيينا المفاوضات بشأن الحدّ من التسلّح، إلا أن المحادثات تبدو مهددة منذ البداية بإصرار واشنطن على أن تشمل الصين، الأمر الذي ترفضه الأخيرة.