حملت سارة صورة خالها طارق، خلال مسيرة كشفية للأطفال من بلدتي بيت ريما ودير غسانة بمحافظة رام الله والبيرة، جابت، اليوم الإثنين، شوارع مدينة رام الله، دعماً للأسرى المضربين عن الطعام، وهي تردد كما بقية الأطفال "أسرانا.. إضراب"، وتتمنى الطفلة الفلسطينية، أن يخرج خالها الأسير المضرب عن الطعام من السجن كي تراه لأنها تشتاق إلى رؤيته للمرة الأولى كثيراً.
أما الطفلة ليان عبد الناصر الشعيبي (6 سنوات) من بلدة دير غسانة، فحملت صورة تصل إلى نصف جسدها لأحد الأسرى من بلدتها، وتردد "أسرانا.. إضراب"، وتقول لـ"العربي الجديد": "جئت إلى هنا من أجل الأسرى المضربين، أسال الله لهم السلامة".
بينما الطفلة سجا عبد الناصر (14 سنة) من دير غسانة، تؤكد أنها جاءت لتؤكد للأسرى، أن قلوب الجميع مع الأسرى المضربين عن الطعام الذين يواصلون إضرابهم عن الطعام لأجل كرامتهم وهم يريدون الحرية حتى يحرروا فلسطين.
ولا يزال الطفل أحمد وسيم الريماوي (10 سنوات) يذكر تفاصيل اعتقال بعض أقربائه على أيدي قوات الاحتلال، وتمديد اعتقالهم الإداري بلا تهمة. جاء أحمد ليقول للأسرى، إننا معكم ونريد مساندتكم، وهو ما جاء لأجله الطفلان، محمد حسين البرغوثي (13 سنة) من دير غسانة وأيسر ساهر الريماوي (12 سنة) من بيت ريما.
ونظم المسيرة نادي اتحاد بني زيد، والذي يجمع قريتي بيت ريما ودير غسانة، ويقول رئيسه، محمد الريماوي، لـ"العربي الجديد"، إن "الكشافة جزء من المجتمع الفلسطيني. جئنا لإيصال رسالة إلى العالم، أن الأسرى ليسوا وحدهم، وبين المشاركين أطفال الأسرى، علاوة على أن 3 من أعضاء الهيئة الإدارية للنادي هم أسرى، وأن 2 آخرين من الأسرى لاعبان في فريق كرة القدم التابع للنادي".
وشارك الأطفال، وعددهم بالمئات، مسيرتهم في مدينة رام الله، أهالي الأسرى، وعدد من الأهالي الذين جاؤوا للتضامن مع الأسرى المضربين ومساندة لأبنائهم.
في بيت ريما ودير غسانة، يوجد 60 أسيراً داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، منهم 11 أسيراً محكوماً بالسجن المؤبد، أعلاهم حكماً الأسير عبد الله البرغوثي بعدد أحكام 67 مؤبداً، كما تضم القريتان نحو 330 أسيراً محرراً، أما عدد الأسرى المضربين عن الطعام حالياً من القريتين فهو 34 أسيراً، من مجموع نحو 1700 أسير يواصلون إضرابهم المفتوح عن الطعام للأسبوع الثاني على التوالي.
أمام خيمة الاعتصام وسط مدينة رام الله، كان أهالي أسرى بيت ريما ودير غسانة يرددون هتافات تضامنية مع الأسرى، وهم يحملون صور أبنائهم، فيما علت أصوات الهتافات بمشاركة الأطفال من البلدتين، إذ هتفوا "العيب على بيتفرج"، و"بالروح بالدم نفديك يا أسير"، و"يلي بتسأل شو اللي صار.. سجن النقب ولع نار"، و"ويلي بتحظر على الأخبار.. سجن عوفر ولع نار".
جاءت السيدة فتحية الريماوي، والدة الأسير تامر الريماوي، المحكوم بالسجن 3 مرات مؤبدة، منذ اعتقاله قبل 14 عاماً، لتساند إضراب الأسرى رغم أن ابنها غير مضرب عن الطعام بسبب مرضه، تقول لـ"العربي الجديد"، إنها جاءت لتوصل رسالة للأسرى المضربين أن يصبروا ويصمدوا من أجل تحقيق مطالبهم، "نحن نفديكم بأرواحنا، وأنتم ضحيتم من أجل الوطن".
تتسع يومياً الفعاليات الداعمة للأسرى المضربين، وتتنوع ما بين فعاليات جماهيرية وثقافية وفنية، وتشمل شرائح كثيرة من المجتمع الفلسطيني، إذ شارك ظهر اليوم، عشرات من سائقي المركبات العمومية بمسيرة تضامنية مع الأسرى المضربين، وهم يزينون مركباتهم بصور الأسرى وأعلام فلسطين.
وانطلقت تلك المسيرة من أمام ضريح الرئيس الراحل، ياسر عرفات، وجابت شوارع رام الله باتجاه سجن عوفر، حيث أطلقت قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه السائقين قبل أن تنتهي المسيرة وتوصل رسالتها، ولم تقع إصابات.
يقول تامر البرغوثي، وهو أحد السائقين المشاركين، لـ"العربي الجديد"، إن "مشاركتنا من أجل تذكير الناس بالأسرى، وأن يستمر التضامن معهم، واجب علينا".
من جانبه، يؤكد الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، لـ"العربي الجديد"، على ضرورة استنهاض كل المقاومة الشعبية وحركة المقاطعة. المشاركة يجب أن تكون أوسع ومتنوعة برغم تصاعد الفعاليات، ومن المهم أن لا تكون المشاركة مقتصرة على القوى السياسية، بل يجب أن تشمل كافة شرائح الشعب الفلسطيني".
وقال المتحدث باسم اللجنة الإعلامية لإضراب الأسرى "إضراب الكرامة"، عبد الفتاح دولة، لـ"العربي الجديد"، إن "الفعاليات ترتفع وتيرتها في كافة محافظات فلسطين، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة أو الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، تكاد لا تخلو قرية أو مدينة أو مخيم من الفعاليات"، لافتاً إلى أن هدف التنوع في طبيعة الفعاليات أن تجذب كل الشعب للمشاركة.
ومن المقرر أن تنظم أمسيات شعرية تضامنية مع الأسرى، فيما أطلقت مجموعة من الشبان طائرات ورقية ظهر اليوم، باتجاه سجن عوفر غربي رام الله، كرسالة تضامن مع الأسرى.