"إفطار فوق الأنقاض"...مبادرة للتضامن مع عائلة المقدسي أشرف فواقة
العربي الجديد
إفطار فوق الأنقاض".. هو عنوان مبادرة لمتطوعين محليين وأجانب اختاروا طريقة للتضامن مع عائلة المواطن المقدسي أشرف فواقة، من بلدة صور باهر جنوب القدس المحتلة، والذي هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي منزله المشيّد منذ خمس سنوات. ومنذ ذلك الحين، يقطن المواطن المذكور وعائلته في بيت من الصفيح "الزينكو" والخشب مغطى بقماش مقوّى.
المبادرون دعوا إلى الوقوف تضامناً مع العائلات الفلسطينية المتضررة، جراء سياسات الاحتلال في هدم البيوت، وأيضاً للمشاركة مع عائلة فواقة في إفطار رمضاني فوق أنقاض بيتهم الذي تم تدميره في صور باهر في القدس الشرقية المحتلة، فتلك العائلات ليست وحيدة. وطالبوا بإيقاف سياسات إسرائيل المنافية للأخلاق وغير الشرعية، في هدم وتدمير البيوت الفلسطينية.
وشارك عشرات المتضامنين المحليين، وممثلو وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، في إفطار يوم الثامن عشر من شهر رمضان، فوق أنقاض المنزل، عاشوا لحظات الشتات التي تعيشها عائلة فواقة فوق أنقاض منزلها. واليوم باتت العائلة تجاور أنقاض منزلها في بيت من الخشب والصفيح والقماش، بالكاد يصلح للإقامة فيه خاصة في فصل الشتاء.
المبادرة كانت بالنسبة لعائلة فواقة مناسبة كي تشرح لوسائل الإعلام معاناتها، ولم يقتصر الحضور على المتضامنين فقط، بل انضمت عائلات مقدسية أخرى كانت من ضحايا سياسة الهدم التي تتبعها بلدية الاحتلال في القدس، والتي طاولت أكثر من 80 منزلا ومنشأة زراعية وصناعية، وشردت أسراً مقدسية.
المواطن المقدسي فواقة، شرح لـ"العربي الجديد"، معاناة عائلته جراء هدم منزلها، قائلاً "لم تفلح جهودنا في الحصول على الترخيص اللازم لبقاء البيت. وبينما كنت بصحبة طفلتي التي لم تتجاوز شهرا في إحدى العيادات، تلقيت اتصالا هاتفيا بالعودة على وجه السرعة. لقد بدأت الجرافات عملية هدم المنزل".
وأضاف "حين وصلت كانت الجرافات بدأت تنفيذ الهدم، سألت ضابط الاحتلال الذي أشرف على عملية الهدم: ماذا تفعلون..؟ رد قائلا: لديّ أمر هدم وعليّ تنفيذه. ورغم أنني أبلغته بأنّ لديّ أمرا آخر بوقف عملية الهدم، لم يستجب لطلبي. وعلى وجه السرعة استصدر أمرا من محكمة الاحتلال أبطل ما لدي من أمر يمنع الهدم. في غضون ساعتين تحول المنزل إلى أنقاض، وما زالت أنقاضه شاهدة على هول ما جرى".
منزل فواقة، مكون من غرفتين مع منافعهما وتبلغ مساحته نحو 120 مترا مربعا. لم تفلح كل محاولات رب العائلة لإنقاذه من الهدم، رغم تكبده خسائر وصلات إلى أكثر من 400 ألف شيقل بالعملة الإسرائيلية، منها 110 آلاف شيقل دفعت كمخالفة، ونحو 300 ألف شيقل رسوم مهندسين وأتعاب لأكثر من عشرة محامين فشلوا جميعا في استصدار رخصة للبيت.
الطفلة آية فواقة، التي لم يتجاوز عمرها شهرا واحدا، كانت تُجري بعض الفحوصات الطبية بتاريخ الرابع من مايو/أيار من العام 2011 حين تلقى والدها أشرف، اتصالا هاتفيا من جيرانه مفاده بأن بيته يتعرض للهدم. تسعة بيوت فلسطينية بالإضافة إلى ثلاث محلات تجارية تم هدمها في القدس خلال ذلك اليوم.
مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية نشر تقريرا عن سجلات الهدم في الضفة الغربية لعام 2016، أظهر أنه خلال الأشهر الأربعة الأولى من سنة 2017 ألحقت عمليات الهدم ومصادرة الأراضي في الضفة الغربية الضرر بأكثر من 1510 أفراد.
وفي كل أنحاء فلسطين تسقط العائلات ضحية لتدمير المنازل من جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي. أما في قطاع غزة، فإن مئات الآلاف من الناس يعيشون في مناطق سكنية أوضاعها حرجة وسيئة جداً، نتيجة للهجمات الإسرائيلية عام 2014 وبسبب الحصار غير الشرعي لقطاع غزة.