"العربي الجديد" في أسواق بغداد: الغلاء يحاصر الفقراء
محمد الملحم
على خلاف السنوات الماضية، تتضح معالم الأزمة الاقتصادية لدى العراقيين، فأسواق رمضان العامرة لم تعد كذلك وغالبية العراقيين الذين يدخلون السوق يخرجون بدون شراء، وأسعار البضائع زادت ثلاثة أضعاف عن السابق.
تقول خديجة محمد (43 عاما) لـ"العربي الجديد": "هذا لم نعتد عليه مطلقا، كنا نذهب قبل بدء رمضان بأسبوع إلى السوق ونشتري اللحم والدجاج والعصائر وكل اللوازم، أما الآن فلا يمكننا فعل شيء من هذا والسبب الحكومة".
وفي سوق "الشورجة" وجد أغلب باعة البضائع وأصحاب الدكاكين وحتى الحمالون الفرصة للعب الدومينو والنرد، فلا بيع ولا شراء وإن وجد بعض الزبائن، فهم يعدون على الأصابع، ويشترون كميات قليلة رغم أن السوق يعتبر أشهر وأرخص أسواق العراق.
ويقول أحد الباعة ويدعى محمد علي لـ"العربي الجديد": "كما ترى السوق خالٍ من الناس قبل رمضان، فلوس ماكو (لا يوجد) وشغل ماكو، والحرب والغلاء وحواجز التفتيش والزحام والفساد في منافذ الحدود والجمارك، وفساد الشرطة رفعت الأسعار بشكل جنوني". ويضيف "السوق ميت".
ويشير أحمد سعدون (54 عاما)، وهو موظف متقاعد ويسكن في بغداد، إلى أنه قرر "الشراء خلال رمضان في كل يوم بيومه، هذا أفضل وعلينا أن نترك عادات اجتماعية كنا نتبعها في أيام العز والرفاهية".
ويضيف "حتى زينة رمضان استغنينا عنها، واستغنينا عن كثير من أمور كنا نعتبرها ضرورية".
ويسخر المواطن فراس والي بالقول: "الحكومة مؤمنة جدا لذا هي تحاول أن تذكرنا بفقراء العالم، وكيف يعانون من خلال سرقتهم لأموالنا" وفقا لقوله.