وقد تأسّست هذه المجموعة في عام 2000 من قبل 25 عضواً من أعضاء في الحزب من البريطانيين العرب. وهي المجموعة العربية الوحيدة في أي حزب سياسي بريطاني، تمثّل نحو مليون عربي يعيشون في بريطانيا. مع العلم أنّ الإحصاءات الأخيرة تقدّر أعدادهم بحوالي 240 ألفاً فقط لأنّ معظمهم غير مسجّل. وتوفر المجموعة منتدى للمناقشة والحوار بشأن المسائل التي تؤثر على المجتمعات العربية في بريطانيا أو تتأثر بها، فضلاً عن تمكين المجتمعات العربية في بريطانيا حتى يكون لها صوت سياسي.
في السياق، يقول مؤسس المجموعة عطا الله سعيد، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، إن الهدف من إنشاء هذه المجموعة هو الدخول في السياسة والمجتمع البريطانيين. ويكشف أنّه كانت تجمع العرب في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي علاقات اجتماعية فقط ولم يدخل أي منهم غمار السياسة، بينما كان أبناء العديد من الجاليات الأخرى مثل الباكستانية والهندية وغيرها يصلون إلى مناصب سياسية. يوضح سعيد أنّه حين انتسب إلى حزب العمال في عام 1994 أدرك أنّ بلوغ مركز سياسي يحتاج إلى جماعة تنتخبه وتدعمه، وأنّ الخطوة الأولى تبدأ بتأسيس مجموعة تضم أبناء العرب في بريطانيا من أجل التصويت للمرشحين العرب في حال ترشحهم للمجالس البلدية. وبعد إنشاء هذه المجموعة، انتُخب العديد من العرب البريطانيين أعضاء في المجالس البلدية في عام 2002 و2003 عقب تنظيم أنفسهم.
ويلفت سعيد إلى أهمية دور العرب في الانتخابات في بعض المناطق في العاصمة لندن، ومنها أكتون، حيث يوجد 16 ألف عربي ممّن يحق لهم المشاركة في الانتخابات. ويقدّم مثالاً عن إحدى الحالات التي اختبرها، حين ترشّح اللبناني البريطاني بسام محفوظ عن حزب العمال في انتخابات عام 2010، لكنّه سقط يومها. ويرجّح سعيد أن يكون سبب سقوطه هو أنّ معظم العرب لم يصوتوا له أو لم يشاركوا في الانتخابات. وهنا يعلّق ويأسف لافتقار الكثير من العرب إلى الحس الوطني وتغليب الدين على توجهاتهم وخياراتهم السياسية. ويعتبر أن النجاح في التخلّص من هذه المشكلة يسمح لنا في المشاركة بفعالية أكبر في القرار السياسي في البلاد.
وتأكيداً على أهمية صوت العرب في الانتخابات، يستذكر سعيد أنه عام 2016 ازداد نشاط العرب بسبب مواقف كوربن، ففازت ربى حق، وهي من أصول بنغالية، لتصبح نائبة عن حزب العمال بسبب الصوت العربي. أمّا عن دور المجموعة العربية في حزب العمال في الانتخابات الحالية، يقول سعيد إنّه منذ وصول كوربن في عام 2016 إلى زعامة حزب العمال ازدادت أعداد العرب فيه، وبدأ الناس يتواصلون معه لإعادة إحياء المجموعة العربية. وفي 16 يناير/ كانون الثاني الماضي، شكّلوا هيئة تنفيذية للتحضير للانتخابات.
من جهته، يشير عضو الهيئة التنفيذية للمجموعة العربية في حزب العمال، مازن المصري، إلى أنّهم جهّزوا حملة داعمة لحزب العمال في منطقة إيلينغ، فضلاً عن إطلاق حساب "تويتر" للمجموعة منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، دعماً لحزب العمال. ويلفت في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ نشاطات المجموعة تضاءلت في عام 2010 لسنوات عديدة، لكنّها في عام 2015 حين فاز كوربن برئاسة حزب العمال انضم الكثير من العرب للحزب وأنه كان واحداً منهم.
ويضيف المصري أنه "منذ فترة وجيزة اجتمعنا وقرّرنا أن نعيد إحياء أنشطة المجموعة العربية"، لافتاً إلى أنه هناك التزامات معينة واجتماعات دورية، ومن شروط الانضمام إلى المجموعة أن يكون المنتسب عضواً في حزب العمال ومن خلفية أي دولة عربية. ويرى أن اتجاهات تصويت العرب في الانتخابات المقبلة مجهولة، علماً أنه تاريخياً صوّت العرب من الطبقة العاملة والمتوسطة بشكل عام لحزب العمال. وكانت للمجموعة مشاركة واسعة مع حزب العمال على المستوى الرسمي، وحافظت على علاقات قوية مع وزراء حكومة العمال ووزراء الظل وغيرهم من المسؤولين.
ومن أنشطة المجموعة السابقة، تنظيم حفل استقبال لوزيرة الخارجية مارغريت بيكيت (شغلت المنصب بين مايو/ أيار 2006 ويونيو/ حزيران 2007)، بحضور السفراء العرب والعديد من أعضاء المجتمع العربي، فضلاً عن تنظيم زيارات للوفود العربية للقاء وزراء الخارجية بالشرق الأوسط. وقامت مجموعة العمل العربية بالترويج لحزب العمال في المجتمع العربي، وتحدّث أعضاؤها بانتظام عبر وسائل الإعلام العربية حول إنجازات حزب العمال. ويؤمن أعضاء المجموعة العربية بأنّهم كعرب بريطانيين يتحمّلون مسؤولية المساهمة في تطوير المبادئ التقدمية في كل من بريطانيا وفي أوطانهم. لذلك هم ملتزمون بالمشاركة في الحياة المدنية والسياسية في بريطانيا مع الاستمرار في أنشطتهم لتحقيق الديمقراطية والعدالة في البلدان التي قدموا منها.