"الملوخية" ضيفة مائدة الغزيين في الإفطار الرمضاني الأول
لم تتخلَ الفلسطينية، أم رمضان الآغا، عن عادة تقديم وجبة "الملوخية" في إفطار اليوم الأول من رمضان، كتقليد سنوي التزمت بتكراره منذ ما يزيد عن ١٥ عاماً، إذ تستبشر بالوجبة ذات اللون الأخضر، في استفتاح شهر الصوم.
ويشارك أم رمضان في تلك العادة عددٌ كبيرٌ من نساء غزة، اللواتي لا يحترن في تحضير مائدة اليوم الرمضاني الأول، إذ يتم تجهيز الوجبة الخضراء، وإلى جانبها مختلف أصناف المُقبلات اللازمة.
ورغم الوجبات المتنوعة على موائد الفلسطينيين في غزة، إلا أن مائدة الإفطار الرمضانية تكاد لا تخلو من طبق "الملوخية"، حفاظاً على العادات الشعبية، إذ تميل نساء كثيرات إلى تقديم "الملوخية" كطبق رمضاني أساسي في أول أيام شهر رمضان.
وباتت النساء الغزيات يتقنّ طهي الملوخية، تلك الوجبة التي كانت تُزرع وتقدم كوجبات للملوك فقط، بأشكال مختلفة؛ في الطريقة الأولى تُفرم الأوراق بشكل ناعم جداً، وهي المُفضلة، وتُطهى بمرق الدجاج أو اللحم الأحمر، وتضاف إليها نكهة الثوم المهروس والمقلي، أما الثانية فيتم فيها طهي الأوراق كاملة دون فرم، ويطلق عليها اسم "البوراني".
وتُرجع النساء، اللواتي يعتمدن تقديم الملوخية، السبب إلى الاستبشار بالوجبة كونها خضراء اللون، فيما تستبشر نساء أخريات باستفتاح شهر الصوم بالوجبات صاحبة اللون الأبيض، أو دمج وجبات اللونين معاً.
وتوضح أم رمضان لـ "العربي الجديد" أنها اعتادت على أن تطهو الملوخية استفتاحاً لأيام الصوم، دوناً عن مختلف أصناف الطعام، التي يتم تقديمها خلال الإفطار اليومي على مدار شهر رمضان، مُرجِعة ذلك التقليد السنوي إلى أنها تحاول الحفاظ على العادة الأسرية، والتي تشاركها فيها نسبة كبيرة من الجيران والأقارب.
وتقوم أسرة أم رمضان بشراء الملوخية الخضراء، ذات الأوراق الكبيرة خلال النهار الرمضاني الأول، إلى جانب اللوازم الأساسية للأكلة الشعبية، فيما تقوم هي بطهي الوجبة بالدجاج، وإلى جانبها المُقبلات، السمبوسك، المخللات، والسلطات.
أما السبعينية الفلسطينية، أم عمر السوافيري، فهي الأخرى تتمسك بخيار تقديم وجبة الملوخية على مائدتها الرمضانية في اليوم الأول، كعادة قديمة توارثتها عن والدتها منذ أن كانت فتاة في بيت والدها، وتفضل تقديمها مع الخبز البيتي "المصنوع منزلياً".
تقول السوافيري لـ "العربي الجديد" إنها لا تتخلى عن الطقس الرمضاني المتمثل في طبخ الملوخية في أول يوم من شهر رمضان، خاصة وأنها من الوجبات التي تشجع على التفاؤل، وتبشر بأيام مستقبلية جميلة، نسبة إلى لونها الأخضر، إلى جانب فوائدها الصحية لمختلف الشرائح العمرية.
وتطهو السوافيري، والتي انتقلت عادتها السنوية إلى كل أبنائها وبناتها وأحفادها، إلى جانب الوجبة الرئيسية، الأرز الأبيض وشوربة الخضار، فيما يتم تقديم المخللات والعصائر، موضحة أنها ستحافظ على عادة تقديم "الملوخية" كوجبة أساسية في اليوم الأول من رمضان.
وتحتوي أوراق الملوخية على الأملاح المعدنية الهامة للجسم؛ كالفسفور، الكالسيوم، البوتاسيوم، الحديد، المنجنيز، الصوديوم، وكمية كبيرة من فيتامينَي "أ" و"ب"، فيما يُقدم البعض إلى جانبها، أطباقاً جانبية كالأرز الأبيض وأصناف الشوربات والسلطة الغزاوية "المكونة من الطماطم والفلفل الحار والليمون"، وأصناف المُقبلات والمخللات.