"النهضة" و"نداء تونس": التجاوزات لن تؤثّر على النتائج

أعلنت حركة "النهضة" وحزب "نداء تونس"، اليوم الأحد، وجود تجاوزات في الانتخابات التشريعية، إلا أنّ الطرفين المتنافسين، قلّلا من تأثير هذه التجاوزات على نتائج الاقتراع، وسط اتهامهما من قبل هيئة الانتخابات بخرق الصمت الانتخابي.

وعقدت "النهضة"، و"نداء تونس"، مؤتمرين صحافيين، بعد إغلاق مكاتب الاقتراع، ما اعتبره رئيس هيئة الانتخابات، شفيق صرصار، خرقاً للصمت الانتخابي الذي ينتهي في الساعة الثانية من صباح غد، الاثنين، مؤكّداً أنّها "أخطاء يعاقب عليها القانون".

ودعا القيادي في حركة النهضة، عبد الحميد الجلاصي، إلى "التريّث وعدم ترويج التخمينات، وانتظار النتائج التي تعلن عنها الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات، تجنّباً لحصول أي التباس عند المواطنين"، معتبراً أنّ "الحملة الانتخابية كانت طيّبة، وجرت في إطار تنافسٍ شريف بين الأحزاب، على الرغم من بعض الثغرات والاختلالات، التي لن تؤثّر على النتائج".

وأضاف: "وثّقنا العديد من التجاوزات، والخروقات، ومحاولات شراء الذمم، خلال عمليات الاقتراع، وسنرفعها الى الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات".

من جهته، أشار رئيس حزب حركة "نداء تونس"، الباجي قائد السبسي، إلى مؤشّرات إيجابية تدلّ على فوز حركته، داعياً في الوقت نفسه، إلى "انتظار النتائج النهائية".

وأوضح الأمين العام للحركة، الطيب البكوش، أنّ "حركته ستقبل كلّ نتائج صندوق الاقتراع، بشرط عدم التزييف وقلب الحقائق"، لافتاً إلى وجود "العديد من الخروقات التي سيتمّ رفعها إلى هيئة الانتخابات، بانتظار الردّ عليها".

بدوره، اعتبر القيادي البارز في الحزب "الجمهوري"، عصام الشابي، أنّ "كل تونسي شارك في الانتخابات اليوم، ساهم في كتابة التاريخ، وهذه الانتخابات عشناها كانتصارٍ لقيم الحرية والديمقراطية". ورأى أنّ "التونسيّ اليوم سيّد نفسه، و يقرّر مصيره بنفسه، واختار بالفعل مَن يحكمه".

أمّا القيادية في "التيار الديمقراطي"، سامية عبو، فأشادت بالشعب التونسي "الذي أثبت اليوم، أنّه شعب متحضّر، وأثبت مواطنته بشكلٍ جلي"، وشدّدت على أنّ على السلطات احترام هذه المواطنة، التي ستدافع عنها، مهما كان موقعها في الحكومة، أو المجلس، أو المعارضة.

من جهته، اعتبر المتحدث باسم حزب"التكتل"، محمد بنور، أنّ "هذه الانتخابات هي أوّل انتخابات في العالم العربي والإسلامي، لا تُعرف نتائجها مسبقاً"، موجّهاً الشكر للحكومة وقوات الأمن والجيش، على "حيادها، ودفاعها عن قيم الجمهورية".

كما دعا إلى المحافظة على المكسب الأساسي، وهو القبول بنتائج الانتخابات، ومبدأ التداول السلمي على السلطة، معتبراً أن بعض الأحزاب، التي لا رصيد شعبيّ لها، استعملت المال السياسي في هذه الانتخابات، وربما تحقّق بعض المكاسب الانتخابية. الأمر الذي اعتبره، عاراً عليها، (في إشارةٍ إلى حزب "التيار الوطني الحر"، الذي يرأسه رجل الأعمال سليم الرياحي).

وفي السياق نفسه، أعلن رئيس الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات، شفيق صرصار، أنّ "نسبة المشاركة تقدّر بـ60 بالمئة، استناداً إلى عيّنات تمّ اعتمادها لقياس نسبة المشاركة، وهي قابلة للزيادة"، معتبراً أنّها "أفضل من التوقّعات".

وأشار صرصار إلى "استحالة الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات، اليوم الأحد، لأنّ آخر صندوق اقتراع يصل غداً الاثنين، في حدود العاشرة صباحاً".

كما أوضح أنّ "الهيئة اختارت نهج التأنّي في إعلان النتائج الأولية، بسبب الصبغة القانونية، لأنّ هذه النتائج، وبحسب القانون الانتخابي، توجب تقديم الطعون فيها".

إلى ذلك، لفت صرصار إلى أنّ "الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات، سوف يبدأ عند استكمال مكاتب الاقتراع، التي يبلغ عددها 11 ألفاً، عملية جمع وفرز الأصوات، والتي يتمّ بعدها مباشرة تعليق محضرٍ بنتائج كل مكتب، ثم يتم تجميع الأصوات على مستوى المركز، ومن ثم على مستوى الهيئات الفرعية، وتنشر النتائج على موقع الهيئة، وفي مكاتب الاقتراع، بعد إجراء آخر عملية فرز على مستوى المكاتب".