يجتمع نحو 20 متطوعا فلسطينيا حول قدر من الطعام الساخن لتحضير الوجبات، التي يتم توزيعها بواسطة "باص الدفا" على الأسر الفلسطينية الفقيرة في المناطق النائية والمهمشة، في محاولة للتخفيف من معاناتهم المتزايدة من جراء موجة البرد الحالية.
تتلخص فكرة "باص الدفا" في نقل المتطوعين الذين يحملون الطعام الساخن، الذي يتولى توفيره المحسنون وفاعلو الخير، إلى أماكن وجود الأسر الفقيرة في المناطق البعيدة، ويحرص القائمون على المبادرة على تغيير المناطق والمستفيدين في كل جولة.
وتمكنت المبادرة التطوعية التي انطلقت قبل أسبوعين، من زيارة عشرات الأسر الفقيرة، وحظي القائمون عليها بالثناء، وقرر آخرون المشاركة في نشاط المبادرة التي تتناسب مع خصوصية قطاع غزة المُحاصر منذ 13 سنة، ما تسبب في معاناة شريحة كبيرة من الفلسطينيين فيه، وسط رغبة في توسيع نطاقها لتشمل مناطق جديدة.
وقال براء خويطر، وهو أحد القائمين على المبادرة، إنها تمكنت خلال فترة بسيطة من زيارة عشرات العائلات، بعد أن تجاوزت عدة عقبات واجهت تنفيذها على أرض الواقع، وأوضح لـ"العربي الجديد"، أن "الفعالية ينظمها عدد من الشباب الفلسطيني بشكل تطوعي بهدف إدخال الدفء والسرور على قلوب الأسر الفقيرة في المناطق النائية".
ويتقاسم أعضاء الفريق المتطوعون خلال ساعات المساء العمل لتجهيز المأكولات الساخنة، إذ يقوم بعضهم بطهي الطعام، ويقوم آخرون بتغليفه وتجهيزه، ثم يقوم الباقون بنقله عبر الباص إلى الأسر المستفيدة.
واستطاع المبادرون التغلب على العقبات بعد نشر الفكرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث استجاب متطوعون للمشاركة، ووفر أحدهم مكانا لإعداد الطعام، كما وفر متطوع آخر حافلة للنقل، ويتشارك الجميع توفير المستلزمات الأساسية لإعداد وجبات الطعام.
وقال عضو المبادرة، أمير فتيحة، خلال المشاركة في طهي الوجبات، إنه فخور بنجاح الفكرة، ويشعر بالسعادة حين يرى مدى الرضا في عيون العائلات المستفيدة.
وأوضحت المتطوعة يارا مصطفى لـ"العربي الجديد"، أن "المبادرة بدأت بجهود شبابية فردية، من دون أي تمويل رسمي أو مؤسساتي، ما يعطيها ميزة إضافية بأنها من الناس وللناس"، وقال المتطوع محمد أبو ريا: "نحاول التأثير بشكل إيجابي من خلال استهداف أكبر شريحة ممكنة من الأسر".
وتشير المتطوعة حنين سمير إلى أن "الوجبات التي يقوم بتحضيرها أعضاء الفريق تختلف في كل مرة، إذ يتم تقديم وجبة العدس، ومن ثم وجبة الجريشة باللحم، والمجدرة، والأرز بالدجاج، ويتم تحديد نوع الوجبة وفق ما يتوفر من إمكانيات".
ويحرص فريق "باص الدفا" على أن تتواصل قدرتهم على مساعدة الأسر الفقيرة في ظل ارتفاع نسب الفقر والبطالة في قطاع غزة، الذي يعتبر صاحب أكبر نسبة كثافة سكانية في العالم، وتتزايد حاجة الأسر في مخيمات اللاجئين والمناطق المهمشة يوماً بعد الآخر في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية.