يحشد كل من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ونظام بشار الأسد، لمعركة ساخنة في محافظة دير الزور، حيث يقوم الأول بحفر خنادق لتأمين المدينة، فيما تبقى بادية الحماد الخاصرة الأضعف، التي يُرجّح أن تهاجمها قوات النظام لاختراق التنظيم.
ويبدو أن تنظيم "داعش" يخطط لتوسيع نفوذه في سورية، إثر خسارته في تكريت بالعراق، بحسب ما كشف ضابط منشق ينتمي إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في دير الزور، فضل عدم نشر اسمه، لـ "العربي الجديد"، موضحاً أن "التنظيم يحاول السيطرة على منطقة بديلة لتغطية خسارته، أي منطقة أخرى، ورفع معنويات جنوده. وبعد خسارته تكريت في العراق، يبدو أن البديل هو دير الزور" خصوصاً مع احتمال خسارة التنظيم مناطق شاسعة في الأنبار ونينوى مع الاقتراب من معركة الموصل.
وفي هذا السياق، أشار المصدر إلى أن "التنظيم يقوم بالتحشيد عسكرياً في عدة نقاط في ريف دير الزور منها مدينة الميادين، وقرى الجنينة والحصان ومناطق متفرقة في البادية، وسط تكتم كبير وإجراءات أمنية عالية".
وأكّد الضابط المنشق عن نظام بشار الأسد أن "التنظيم استقدم عدداً كبيراً من المقاتلين من محافظة الرقة، بهدف التحضير لمعركة هدفها ليس فقط الهجوم على مطار دير الزور العسكري، وإنما الهجوم على ما تبقى من المدينة الخاضعة لسيطرة النظام بالتوازي مع الهجوم على المطار العسكري".
وسبق تحشيد التنظيم خطوات استراتيجية عدة؛ إذ أنهى خلال هذا الأسبوع ما بدأه منذ شهرين من حفر خنادق بعرض أكثر من أربعة أمتار، وعمق ثمانية أمتار على امتداد الجهة الجنوبية للمدن الرئيسية في مناطق سيطرته، ضمن ريف محافظة دير الزور، وتحديداً الجهة الجنوبية لمدن البوكمال والميادين وموحسن.
اقرأ أيضاً ("داعش" يحيط خواصر دير الزور "النفطية" بالخنادق العميقة)
كما حوّل هذه الخنادق إلى ما يشبه نقاطا حدودية، فقد قام بتثبيت نقاط رصد على مسافة كيلومتر واحد بين الخندق والآخر، إضافة إلى تسيير دوريات على طول هذه الخنادق، ناهيك عن الكمائن المتنقلة التي يقوم بنصبها في البادية، بحسب المصدر نفسه.
في المقابل، أوضح المصدر أن التنظيم حصل على معلومات تفيد بأن نظام الأسد يحشد مليشيات إيرانية في مدينتي تدمر والسخنة، للهجوم عبر البادية على نقاط التمركز الرئيسة للتنظيم في مدن الميادين والبوكمال وموحسن، إضافة لمحاولة فتح طرق إمداد للنظام المحاصر منذ أكثر من شهرين داخل مدينة دير الزور على يد التنظيم". ولذلك "يحاول التنظيم اليوم تحصين هذه المناطق، والتحشيد لتنفيذ عمليات استباقية ضد نظام الأسد في المدينة والمطار العسكري"، بحسب ما أفاد المصدر.
الخاصرة الأضعف
ويبدو أن "داعش" يدرك، كما النظام، أن البادية هي الخاصرة الأضعف لديه، لذلك يسعى إلى تأمينها عبر تلك الخنادق، والكمائن المتنقلة، والتحشيد العسكري في المدن الرئيسية المفتوحة على هذه البادية، تحسباً لهجمات محتملة على مواقعه الرئيسية عبر هذا المحور. وتقع غالبية المدن التي يقوم التنظيم بتأمينها عبر الخنادق وسط محافظة دير الزور، فيما يؤمن الحدود الشمالية لهذه المدن بالكامل وصولاً إلى الحدود الإدارية مع محافظة الحسكة، إضافة إلى تأمينها عبر كامل محافظة الرقة من الجهة الغربية، انتهاءً بمناطق سيطرته في حلب.
ويتوقع أن يكون حدوث أي تدخل عسكري بري أو هجوم مباغت ضد التنظيم حصراً عبر البادية، إضافة إلى أنها الباب الوحيد للقوى المختلفة المهددة للتنظيم والمرابطة في مناطق مختلفة على حدودها، حيث يتمركز جيش العشائر التابع للنظام السوري في محافظة تدمر، وينفذ عمليات هجوم متقطعة ضد تنظيم الدولة المتمركز في محطة t2 (المحطة الثانية لضخ النفط). في حين يتمركز تجمع أسود الشرقية (مجموعة الفصائل التي خرجت من دير الزور إثر المعارك مع "داعش") في منطقة القلمون الشرقي. وفي حال تم أي هجوم ضد التنظيم لا يوجد طريق سوى هذه البادية للدخول من القلمون إلى محافظة دير الزور من الجهة الجنوبية.
ولعل خوف التنظيم من قوات النظام في معارك البادية أقل من خوفه من بقية الفصائل، إذ لا يستطيع النظام الزج بآليات عسكرية ثقيلة في هذه المعركة المفتوحة، حيث ستكون غنائم سهلة في معارك البادية التي يمتهنها التنظيم، كما لا يستطيع تأمين غطاء جوي لكامل هذه البادية، وإنما يمشط الطريق الرئيسي عبر طلعات جوية متقطعة.
وبالتالي، تعتبر معارك هذا المحور معارك كمائن وليس مواجهات مباشرة، الأمر الذي اختبره "داعش"، وأدى إلى استنزافه أثناء معاركه مع "الجيش الحر" لإخضاع محافظة دير الزور. وسبقه النظام في معاركه مع "الجيش الحر وأحرار الشام"، والتي خسر فيها أعداداً هائلة من جنوده.
لذلك، يتوقع أن يعتمد النظام بشكل رئيسي في معارك هذا المحور على مليشيا "جيش العشائر"، من ناحية محاولة فك الحصار الذي يفرضه "داعش" على النظام داخل مدينة دير الزور، وتأمين طرق إمداد للنظام، حيث تدور معارك كمائن ينفذها "جيش العشائر" منطلقاً من محطة t3 (المحطة الثالثة لضخ النفط تقع جنوب مدينة تدمر، وفيها معسكر مليشيا جيش العشائر المدعوم من النظام) باتجاه محطة t2 (محطة ضخ النفط الثانية)، حيث يتمركز التنظيم في بادية الحماد.
وتؤكد مصارد عسكرية من داخل النظام السوري في دير الزور، رافضة نشر اسمها، أن النظام يحاول التحشيد قدر الإمكان في مناطق السخنة وتدمر، تحت ضغط عناصره المحاصرين داخل المطار العسكري وفي مدينة دير الزور، في محاولات لفتح طرق إمداد والتصدي لأي هجوم محتمل للتنظيم، إضافة لعدم تكرار تجربة إدلب القريبة. ولذلك، استقدم مليشيات إيرانية تمركزت في تدمر، وبدأت خلال الأيام القلية الماضية بتنفيذ هجمات على مراكز "داعش" في منطقتي الجولة وكباجب، التي يسيطر التنظيم عليهما ويقطع من خلالهما طريق دير الزور دمشق ويحاصر النظام؛ فمنذ فرض "داعش" حصاره على المدينة، وقطع كافة الطرق غير الجوية عن النظام، يحاول الأخير فتح طرق برية جديدة للإمداد عبر معارك يخوضها على محورين؛ إحداهما طريق دير الزور ــ دمشق غرب دير الزور، حيث يتمركز عناصر التنظيم في قريتي الشولا وكباجب، إلا أن هذا الطريق مقطوع، ويحاول النظام فتحه للوصول إلى أول نقطة إمداد، وهي مدينة السخنة قبل تدمر.
تجدر الإشارة إلى أن "داعش" أخضع الجزء الأكبر من محافظة دير الزور خلال الشهر السابع من عام 2014 بعد معارك شرسة مع الفصائل الإسلامية وكتائب الجيش الحر، ثم استطاع السيطرة على جزء كبير من المدينة عبر بيعات بسبب حصار فصائل المعارضة في مدينة دير الزور بين النظام والتنظيم، ليبقى النظام متمترسا في المطار العسكري وحيي الجورة والقصور ضمن المدينة، إضافة إلى قريتي البغيلية وعياش المحاذيتين لتلك الأحياء.
ويبدو أن تنظيم "داعش" يخطط لتوسيع نفوذه في سورية، إثر خسارته في تكريت بالعراق، بحسب ما كشف ضابط منشق ينتمي إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في دير الزور، فضل عدم نشر اسمه، لـ "العربي الجديد"، موضحاً أن "التنظيم يحاول السيطرة على منطقة بديلة لتغطية خسارته، أي منطقة أخرى، ورفع معنويات جنوده. وبعد خسارته تكريت في العراق، يبدو أن البديل هو دير الزور" خصوصاً مع احتمال خسارة التنظيم مناطق شاسعة في الأنبار ونينوى مع الاقتراب من معركة الموصل.
وفي هذا السياق، أشار المصدر إلى أن "التنظيم يقوم بالتحشيد عسكرياً في عدة نقاط في ريف دير الزور منها مدينة الميادين، وقرى الجنينة والحصان ومناطق متفرقة في البادية، وسط تكتم كبير وإجراءات أمنية عالية".
وأكّد الضابط المنشق عن نظام بشار الأسد أن "التنظيم استقدم عدداً كبيراً من المقاتلين من محافظة الرقة، بهدف التحضير لمعركة هدفها ليس فقط الهجوم على مطار دير الزور العسكري، وإنما الهجوم على ما تبقى من المدينة الخاضعة لسيطرة النظام بالتوازي مع الهجوم على المطار العسكري".
وسبق تحشيد التنظيم خطوات استراتيجية عدة؛ إذ أنهى خلال هذا الأسبوع ما بدأه منذ شهرين من حفر خنادق بعرض أكثر من أربعة أمتار، وعمق ثمانية أمتار على امتداد الجهة الجنوبية للمدن الرئيسية في مناطق سيطرته، ضمن ريف محافظة دير الزور، وتحديداً الجهة الجنوبية لمدن البوكمال والميادين وموحسن.
اقرأ أيضاً ("داعش" يحيط خواصر دير الزور "النفطية" بالخنادق العميقة)
كما حوّل هذه الخنادق إلى ما يشبه نقاطا حدودية، فقد قام بتثبيت نقاط رصد على مسافة كيلومتر واحد بين الخندق والآخر، إضافة إلى تسيير دوريات على طول هذه الخنادق، ناهيك عن الكمائن المتنقلة التي يقوم بنصبها في البادية، بحسب المصدر نفسه.
في المقابل، أوضح المصدر أن التنظيم حصل على معلومات تفيد بأن نظام الأسد يحشد مليشيات إيرانية في مدينتي تدمر والسخنة، للهجوم عبر البادية على نقاط التمركز الرئيسة للتنظيم في مدن الميادين والبوكمال وموحسن، إضافة لمحاولة فتح طرق إمداد للنظام المحاصر منذ أكثر من شهرين داخل مدينة دير الزور على يد التنظيم". ولذلك "يحاول التنظيم اليوم تحصين هذه المناطق، والتحشيد لتنفيذ عمليات استباقية ضد نظام الأسد في المدينة والمطار العسكري"، بحسب ما أفاد المصدر.
الخاصرة الأضعف
ويبدو أن "داعش" يدرك، كما النظام، أن البادية هي الخاصرة الأضعف لديه، لذلك يسعى إلى تأمينها عبر تلك الخنادق، والكمائن المتنقلة، والتحشيد العسكري في المدن الرئيسية المفتوحة على هذه البادية، تحسباً لهجمات محتملة على مواقعه الرئيسية عبر هذا المحور. وتقع غالبية المدن التي يقوم التنظيم بتأمينها عبر الخنادق وسط محافظة دير الزور، فيما يؤمن الحدود الشمالية لهذه المدن بالكامل وصولاً إلى الحدود الإدارية مع محافظة الحسكة، إضافة إلى تأمينها عبر كامل محافظة الرقة من الجهة الغربية، انتهاءً بمناطق سيطرته في حلب.
ويتوقع أن يكون حدوث أي تدخل عسكري بري أو هجوم مباغت ضد التنظيم حصراً عبر البادية، إضافة إلى أنها الباب الوحيد للقوى المختلفة المهددة للتنظيم والمرابطة في مناطق مختلفة على حدودها، حيث يتمركز جيش العشائر التابع للنظام السوري في محافظة تدمر، وينفذ عمليات هجوم متقطعة ضد تنظيم الدولة المتمركز في محطة t2 (المحطة الثانية لضخ النفط). في حين يتمركز تجمع أسود الشرقية (مجموعة الفصائل التي خرجت من دير الزور إثر المعارك مع "داعش") في منطقة القلمون الشرقي. وفي حال تم أي هجوم ضد التنظيم لا يوجد طريق سوى هذه البادية للدخول من القلمون إلى محافظة دير الزور من الجهة الجنوبية.
ولعل خوف التنظيم من قوات النظام في معارك البادية أقل من خوفه من بقية الفصائل، إذ لا يستطيع النظام الزج بآليات عسكرية ثقيلة في هذه المعركة المفتوحة، حيث ستكون غنائم سهلة في معارك البادية التي يمتهنها التنظيم، كما لا يستطيع تأمين غطاء جوي لكامل هذه البادية، وإنما يمشط الطريق الرئيسي عبر طلعات جوية متقطعة.
وبالتالي، تعتبر معارك هذا المحور معارك كمائن وليس مواجهات مباشرة، الأمر الذي اختبره "داعش"، وأدى إلى استنزافه أثناء معاركه مع "الجيش الحر" لإخضاع محافظة دير الزور. وسبقه النظام في معاركه مع "الجيش الحر وأحرار الشام"، والتي خسر فيها أعداداً هائلة من جنوده.
لذلك، يتوقع أن يعتمد النظام بشكل رئيسي في معارك هذا المحور على مليشيا "جيش العشائر"، من ناحية محاولة فك الحصار الذي يفرضه "داعش" على النظام داخل مدينة دير الزور، وتأمين طرق إمداد للنظام، حيث تدور معارك كمائن ينفذها "جيش العشائر" منطلقاً من محطة t3 (المحطة الثالثة لضخ النفط تقع جنوب مدينة تدمر، وفيها معسكر مليشيا جيش العشائر المدعوم من النظام) باتجاه محطة t2 (محطة ضخ النفط الثانية)، حيث يتمركز التنظيم في بادية الحماد.
وتؤكد مصارد عسكرية من داخل النظام السوري في دير الزور، رافضة نشر اسمها، أن النظام يحاول التحشيد قدر الإمكان في مناطق السخنة وتدمر، تحت ضغط عناصره المحاصرين داخل المطار العسكري وفي مدينة دير الزور، في محاولات لفتح طرق إمداد والتصدي لأي هجوم محتمل للتنظيم، إضافة لعدم تكرار تجربة إدلب القريبة. ولذلك، استقدم مليشيات إيرانية تمركزت في تدمر، وبدأت خلال الأيام القلية الماضية بتنفيذ هجمات على مراكز "داعش" في منطقتي الجولة وكباجب، التي يسيطر التنظيم عليهما ويقطع من خلالهما طريق دير الزور دمشق ويحاصر النظام؛ فمنذ فرض "داعش" حصاره على المدينة، وقطع كافة الطرق غير الجوية عن النظام، يحاول الأخير فتح طرق برية جديدة للإمداد عبر معارك يخوضها على محورين؛ إحداهما طريق دير الزور ــ دمشق غرب دير الزور، حيث يتمركز عناصر التنظيم في قريتي الشولا وكباجب، إلا أن هذا الطريق مقطوع، ويحاول النظام فتحه للوصول إلى أول نقطة إمداد، وهي مدينة السخنة قبل تدمر.
تجدر الإشارة إلى أن "داعش" أخضع الجزء الأكبر من محافظة دير الزور خلال الشهر السابع من عام 2014 بعد معارك شرسة مع الفصائل الإسلامية وكتائب الجيش الحر، ثم استطاع السيطرة على جزء كبير من المدينة عبر بيعات بسبب حصار فصائل المعارضة في مدينة دير الزور بين النظام والتنظيم، ليبقى النظام متمترسا في المطار العسكري وحيي الجورة والقصور ضمن المدينة، إضافة إلى قريتي البغيلية وعياش المحاذيتين لتلك الأحياء.