أطلق الدفاع المدني في مدينة إدلب، شمالي غرب سورية، مطلع شهر سبتمبر/ أيلول الجاري حملة خدمية في المدينة، تحت عنوان "سلام لإدلب"، ومن المقرّر أن تستمر الحملة التي تهدف إلى تنظيف المدينة وإزالة الأتربة ومخلفات الحرب من شوارعها ومحيطها، خمسة عشر يوماً، أي حتى منتصف الشهر الجاري.
يقول يحيى عرجة، مدير مركز إدلب للدفاع المدني لـ"العربي الجديد" إنّه: "بعد الهدوء النسبي الذي تشهده المدينة، من قصف قوات النظام وحليفتها روسيا، أطلق الدفاع المدني هذه الحملة لتنظيف كورنيش المدينة و مداخلها، لإظهار جمالها، خاصة أنّ هذا الكورنيش هو مقصد الكثير من المدنيين لقربه من البساتين وهوائه العليل، وهروباً من المدينة لازدحامها وارتفاع درجات الحرارة".
وخلال السنوات الماضية التي تلت انطلاق الثورة، تعرّضت الحدائق العامة والمناطق التي يقصدها أهالي مدينة إدلب لأضرار بالغة، كما تراكمت فيها الأوساخ نتيجة الخوف من قصف الطائرات وضعف الإمكانات لدى الجهات المدنية فيها، واقتصرت جهود التنظيف والصيانة على مبادرات المنظمات المحلية كمنظمة الدفاع المدني.
مصطفى أبو محمود، أحد أهالي المدينة، تحدث لـ"العربي الجديد" عن أهمية حملات النظافة وقال: "النظافة وصيانة المرافق العامة شيء مهم للذوق العام، ويحقّق شيئاً من الراحة النفسية التي افتقدناها نحن أهالي إدلب لسنوات، فأعمال إزالة الركام وردم الحفر وصيانة أماكن التنزه كانت بلا جدوى، كون الطائرات الحربية لم تكن تفارق سماء المدينة وتدمّر البشر والحجر فيها".
وتابع أبو محمود: "من الجميل أن تسير في شارع ليس فيه أشواك نبتت على الجانبين، وليس فيه أكوام من الأتربة، وأرصفته ليست مسدودة بركام الأبنية التي خلّفها القصف. نتمنى أن تعود إدلب مدينة جميلة بحدائق مشجّرة وأماكن للتنزه، نشعر بالطمأنينة عند خروجنا إليها".
أمّا عامر حمزة، أحد المهجّرين من ريف حمص الشمالي، فقد توجّه بالشكر إلى متطوّعي الدفاع المدني في مدينة إدلب، وقال لـ"العربي الجديد" إنّهم يستحقون الشكر على هذا الجهد والعمل الذي يقومون به، خاصة في ظلّ موجة الحرّ غير المسبوقة التي ضربت المنطقة.
وتابع حمزة: "كنت أتمنى دائماً أن تكون حدائق مدننا خضراء، وأن يكون فيها فسح للأطفال كي يلعبوا فيها، في حمص حيث كنت أعيش، كان هناك إهمال من قبل النظام وكان الفساد السبب في إهمال الحدائق والمظاهر العامة. اليوم، وأنا في إدلب، أتمنى أن تتفوق المدينة".
ويحظى الدفاع المدني بشعبية كبيرة بين المواطنين، فهو يطلق حملات خدمية متكرّرة منذ تأسيسه عام 2014، في جميع المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، بسبب ضعف الأعمال الخدمية والبنى التحتية في هذه المناطق.